رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خبرة 50 عاما.. حكاية عم عبده صاحب صورة ترميم تمثال رمسيس الثالث بالكرنك


تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأحد عمال الترميم يرتدي جلبابا، وهو يعمل على ترميم تمثال أثري، مؤكدين أنه يستخدم مواد وطريقة خاطئة في الترميم، ووجهوا له العديد من الانتقادات الشديدة، واتهموه بتشويه التمثال الأثري.


"فيتو" حققت في الأمر، وعلمت من مرممي وزارة الآثار أن هذه الصورة لشخص يدعى عبده كريم أثناء ترميم أحد تماثيل رمسيس الثالث في الصف الغربي بالفناء المفتوح بمعبد رمسيس الثالث بمعابد الكرنك.

وأكد عبدالناصر أحمد عبدالعظيم مدير عام آثار ومتاحف مصر العليا، أن عم عبده من عائلة من قفط لهم خبرة كبيرة في مجال الترميم والحفائر في منطقة آثار مصر العليا، ويعمل مع المركز المصري الفرنسي بالكرنك منذ أكثر من 50 عاما، وتدرب مع كثير من خبراء الترميم الأجانب بالمركز، وهو الذي كان يعلم طلاب الترميم بمعهد الترميم بالأقصر الجانب العملي لأعمال الترميم.

وأوضح مدير عام آثار ومتاحف مصر العليا، أن هذا العمل تم منذ نحو 20 عاما، وهو عبارة عن استكمال بمونة الجير والرمل، وبعض الأكاسيد الطبيعية لكى تحاكى لون الأثر من الحجر الرملي، وتم الاستكمال وفقا لمواثيق الترميم الدولية، وهو خفض مونة الاستكمال بنحو نصف سم، مشيرا إلى أنه كل فترة تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى بعض الصور لأعمال الترميم القديمة من فترة الخمسينيات والستينيات والتي كانت تستعمل فيها مونة الأسمنت على أنها أعمال ترميم حديثة.

وأشار مدير عام آثار ومتاحف مصر العليا، إلى وجود خطة لإزالة مونة الترميم القديمة بآثار مصر العليا في كل المواقع، ولكن لكثرة هذه الأعمال سوف تأخذ بعض الوقت لاستكمالها، موجها الشكر لكل المرممين الحرفيين في مناطق مصر العليا المختلفة، لحفاظهم على تراثنا منذ بداية القرن الماضي وتعلم على أيديهم الكثيرون ، لأن علوم الترميم بدأت في الجامعات المصرية منذ 1982م.

ومن جانبه كشف الدكتور عيسى زيدان مدير عام الترميم الأولى ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، أن ترميم التمثال صحيح والمواد المستخدمة في الاستكمال سليمة.

وأكد أن المواد المستخدمة غير ضارة بالأثر، كونها تخلو تماما من الأسمنت بكافة أنواعه، ويعتبر الاستكمال هنا استكمالا تدعيميا لحماية الآثار وليس استكمالا تشريحيا، ونسب الاستكمال ومراعاة الفرق بين الأثر والاستكمال الحديث سليمة، مشيرا إلى أن هذه الطريقة تتبعها معظم البعثات الأجنبية في ترميم الآثار الثابتة، مثل المقابر والمعابد والصورة توضح وتعبر عن مهارة القائم بعملية الاستكمال.

وأوضح أن ترك الآثر بدون هذا الاستكمال والحماية له، خاصة في البيئة المفتوحة ونحر الرياح والتفاوت في درجات الحرارة والرطوبة، يعرضه لمزيد من التلف ومزيد من التأكل خاصة عند حواف الأجزاء المفقودة والضعيفة، قائلا: كثير من البعثات تعتمد بشكل أساسي وكبير على هذه العمالة المدربة باحترافية، والزي لا يمثل أدنى مشكلة في أعمال الترميم، والجلابية شرف لكل من يرتديها وشرف لنا جميعا، وأعظم المرممين أحيانا ما كانوا يرتدون الجلباب ومنهم شيخ المرممين الراحل الحاج أحمد يوسف، وكثير أيضا من منطقة الهرم والصعيد ووجه بحري.
Advertisements
الجريدة الرسمية