رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد عمر هاشم: شخص ضال وراء تكرار خبر وفاتي.. وغرضه جذب الناس لقناته الفضائية


  • قانون الأحوال الشخصية الجديد مأخوذ من القرآن والسنة
  • تجديد الخطاب الديني "حكر" على أهل العلم ويجب إبعاد غير المتخصصين عنه
  • هناك منظمات تغري بعض ضعاف الإيمان بالمال لتجذبهم إلى الإلحاد
  • تجديد الخطاب الدينى بالأزهر يمضي على قدم وساق لمواكبة مستجدات المجتمع
  • الدكتور أحمد الطيب شخص على خلق وحريص على الإسلام
  • نحتاج إلى قانون يضبط عملية الفتوى
  • رسالتي للشباب: لا تنصتوا للمبطلين ولا ترهات الضالين

حوار: مصطفى جمال - فاطمة طارق:
عدسة : سيد حسن

بملامحه الطيبة، وحديثه العذب الذي ما إن تسمعه لا ترغب في أن ينتهى منه، خاصة إذا كان الكلام حول سيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم- يطل علينا بين الحين والآخر الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأحد أكثر علماء العصر تخصصًا في علم الحديث.
"فيتو" انتقلت إلى منزله، وأجرت معه حوارا لمعرفة رأيه حول أهم القضايا التي تدور على الساحة الدينية، حيث أشار إلى أن قانون الأحوال الشخصية الذي انتهت منه هيئة كبار العلماء مؤخرًا مأخوذ من الكتاب والسنة، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يمضى قدمًا للعمل في كافة الملفات، من أجل تجديد الخطاب الديني رغم الهجمات التي يتعرض لها بين الحين والآخر.


*بداية..ما رأيك في قانون الأحوال الشخصية الذي انتهت منه هيئة كبار العلماء مؤخرًا؟
القانون الذي أعده أعضاء كبار العلماء مأخوذ من القرآن والسنة ومذاهب الفقهاء، وكل ما فيه يتماشى مع القرآن والسنة، ولا نخرج عن هذه الدائرة.

*هل من الممكن أن نرى المرأة في يوم ما عضوًا بهيئة كبار العلماء؟
الحقيقة لا أستطيع أن أحكم هل هذا الأمر يكون واردا أم لا، فمن ينطبق عليه الشرط يكون عضوًا في الهيئة، ويتم اختياره عن طريق الانتخاب.

*مرت خمس سنوات على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني.. هل لمست شيئا في هذا المجال؟
نعم لمست.. في تجديد المقررات التي تدرس في الأزهر والآن أصبح شعلة من النشاط، ومن يدخل الجامع الأزهر في أي يوم يرى المسلمين يتنافسون على حضور مجلس العلم، وأنا شخصيا لى مجلس حديث كل يوم ثلاثاء عقب صلاة العصر، يحضره مئات الآلاف لأول مرة في تاريخ الجامع الأزهر، والأمور تسير على قدم وساق داخل كافة قطاعاته.

*كيف ترى الأصوات التي تهاجم المؤسسات الدينية على خلفية عدم قيامها بدورها في تجديد الخطاب الديني؟
هذه الهجمات موجودة منذ عهد الرسول(صلى الله عليه وسلم) وعهد الصحابة، فأهل الباطل والشر دائما وأبدًا لن يرضيهم شيء، ولكن أنت مادمت تسير على طريق الجادة وعلى الصراط المستقيم وعلى منهج الكتاب والسنة فلا تخشى أحدًا والرسول (صلى الله عليه وسلم) قال "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدًا كتاب الله وسنتي".

*كيف ترى الأصوات التي تهاجم كتب التراث وعلى رأسها صحيح البخاري؟
الذين يهاجمون البخاري أحد شخصين أولهم جاهل لم يعرف معنى الأحاديث التي يهاجم عليها أو ينتقدها، ولو رجع إلى كتاب شروح البخاري أو ذهب إلى أهل العلم ما قال ذلك، فالقرآن الكريم يقول "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، والشخص الثاني هو شخص عدو للإسلام والسنة، ويريد أن يطعن في أكبر مرجع بعد القرآن، ليسري الطعن بعد ذلك إلى بقية الإسلام فهذا وذاك من أهل الباطل.

*هل تجديد الخطاب الديني يجب أن يكون حكرا على علماء الدين فقط أم أن الأمر متاح للجميع؟
كلمة حكر هنا خطأ، لأن القرآن يقول "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" فمن يجدد الخطاب الديني إلا أهل الذكر في الدين والقرآن الكريم والسنة النبوية، نعم ذلك الأمر حكر عليهم، لأن القرآن قال ذلك، وأنا أطالب بإبعاد غير المتخصصين عن الحديث من تجديد الخطاب الديني.

*هناك لبس لدى كثير من الناس حول مفهوم التجديد وما هو المفترض أن يتم تجديده من عدمه؟
موضوع التجديد هنا متعلق بأمور لم تكن موجودة قديمًا، وطرأ جديد على حياة المسلمين مثل المعاملات البنكية وغيرها، فهذه الأمور التي جددت تحتاج إلى خطاب ديني جديد يسقط الأحكام الشرعية على تلك المعاملات الجديدة، ويقيس الأمور التي لم يرد فيها نص على الأمور التي ورد فيها نص، فالمولى عز وجل حرم الخمر، فالبعض يقول إنه لم يرد نص في تحريم المخدرات أو السموم البيضاء، فنقول هنا أن كل مسكر خمر، وكل خمر حرام قياسا على حكم الخمر وهكذا، فتجديد الخطاب الديني يأتى في مثل هذه الأمور.

*انتشرت مؤخرا ظاهرة "الإلحاد" بين الشباب.. بنظرك ما أسباب ذلك؟
أسباب الإلحاد تأتى من الجهل بالدين، وكذلك المنظمات التي تغري بعض ضعاف الإيمان بالمال، لتجذبهم إليها، وهذا وذاك شر مستطيل، ويجب على الدولة أن تأخذ حذرها من هؤلاء، وعلى العلماء أن يضاعفوا من جهودهم في هذا الشأن، كما أن الإعلام عليه دور كبير في هذا الاتجاه، وأن يتيح مجالا للرد على هؤلاء السفهاء.

*يرى كثيرون أن المجتمع المصري أصبح يعانى من أزمة أخلاق وانعدام للقيم.. هل تتفق مع ذلك؟
في الحقيقة لا نستطيع أن نقول أن المجتمع المصري كله يعانى من ذلك، نعم يوجد بعض الناس يعانون من انعدام القيم والأخلاق عندهم، ولكن ما زال الناس بخير، وفيهم أهل خير وأهل صلاح والرسول – صلى الله عليه وسلم- قال "الخير في وفى أمتي إلى يوم الدين".

*كيف ترى الأصوات التي تنادي بإغلاق الكليات العملية من جامعة الأزهر؟
هذا خطأ، لأنهم لم يفهموا الحقيقة، ولو أنهم رجعوا إلى الحقيقة لعلموا أن القواعد والمقررات التي تدرس في الأزهر هي في غاية الدقة والاحتياط، والأزهر يقوم برسالته خير قيام.

*حدثنا عن الجوانب الخفية في شخصية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف؟
الدكتور أحمد الطيب رجل حريص على الإسلام وعلى الأزهر، وله خلق طيب وسمح ولا نزكي على الله أحدا، كما أنه يقوم بجولات خارجية في كافة البلدان لنشر صحيح الدين، وأيضا من أجل المصلحة العامة، ومن أجل وحدة الوطن والوحدة الوطنية.

*كيف ترى الهجمات التي تتعرض لشخصية شيخ الأزهر بين الحين والآخر؟
كل هذه أمور واردة كما يقول الشاعر
"والله لو صحب الإنسان جبريل... لم يسلم المرء من قال ومن قيل
قد قيل في الله أقوال مصنفة... تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا
قد قيل إن له ابنًا ووالدًا... ميلًا وكذبًا وتضليلا
إذ كان هذا قولهم في الله خالقهم... فما بالك لو قيل فينا بعض ما قيل"

*يتردد بين الحين والآخر خبر وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم.. من وراء تلك الشائعة؟
الذي وراء هذه الشائعة هو إنسان كذوب ضال مضل، يريد أن يحدث بلبلة بين المجتمع، وقد لقي جزاءه وعقوبته وطرد من عمله، وحين ينزل خبر وفاة شخصية يحبها الناس، على إحدى القنوات فالناس هنا تلتف حول تلك القناة لمتابعة تفاصيل الوفاة، وهنا تزيد نسبة المشاهدة بها، وبالتالي تزيد الإعلانات التي تعرض عليه، فالمسألة وراءها ربح مالي لا أكثر.

*ما حقيقة رؤيتك للرسول- صلى الله عليه وسلم- في المنام؟
أنا شخصيًا أعتز بهذا السؤال، ودعني أخبرك أن المرة الأولى التي رأيت فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الكعبة وتحديدا بين باب الكعبة وبين الحجر الأسود وهى المسمى بـ"الملتزمة" وكان واقفًا يطوف وسرت خلفه، وكنت وقتها طالبا في السنة الرابعة بكلية أصول الدين، وعندما عدت للمنزل سألت والدي (عليه رحمة الله) عن تفسير هذا الحلم، فقال لى تفسير هذه الرؤيا شيئان أولهما أننى سأحج بيت الله، وثانيهما هو أننى سأتخصص في سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وبالفعل كان ذلك قبل الامتحانات، وعندما ذهبت مرة أخرى إلى الكلية أخبروني أن رئيس جامعة الأزهر يسأل عنى، وكان وقتها هو الدكتور محمد أحمد سلمان، قائم بأعمال رئاسة الجامعة، وأخبرنى حينها أنهم اختاروا من كل جامعة طالبا ليحج بيت الله، ووقع الاختيار عليك من قبل إدارة الجامعة لأنك فزت بلقب "الطالب المثالي" على مستوى الجامعة، وكنت سعيدا جدًا وقتها، وبعد تخرجي أخذت الماجستير والدكتوراه في علم الحديث، وهكذا تحقق تفسير المنام الذي فسره لى والدي، والحمدلله تكررت رؤيتى لرسول الله – صلى الله عليه وسلم- مرة أخرى.

*في ظل حالة فوضى الفتاوى التي نعيشها هل نحن في حاجة لقانون ينظم الفتوى في مصر؟
بلا شك نحن في حاجة إلى هذا، لأن فوضى الفتاوى انتشرت في الفترة الأخيرة، خاصة في بعض الفضائيات وبعض وسائل الإعلام وأن يدخل ميدان الدعوة وميدان الفتوى كل من هب ودب والقرآن قال: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِى إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"، والمقصود بأهل الذكر هنا هم أهل الاختصاص، أي العلماء المتخصصين في علوم الإسلام والشريعة الغراء.

*أخيرًا ما رسالتك إلى الشباب اليوم؟
أقول لهم لا تنصتوا إلى أقوال المبطلين، ولا ترهات الضالين، ولا لجماعات المنحرفين، وكونوا مع الله يكن الله معكم.



الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

Advertisements
الجريدة الرسمية