رئيس التحرير
عصام كامل

"الغيطاني" مؤسس التجديد في الأدب.. و"نهاية السكير" بداية الرحلة


مزج بين عالم التجديد والحداثة، والأسلوب العربي القديم في الأدب والكتابة الروائية، كما اعتبرت تجربته الإبداعية إحدى أكثر التجارب نجاحا وتغييرا في المفهوم التقليدي للكتابة في العالم العربي.


جمال الغيطاني، والذي تحل اليوم الخميس ذكرى مولده، مهد قلمه وإبداعاته الطريق لأسلوب مختلف وعالما من التراث المتجدد في الآداب من رواية وقصص قصيرة، حيث لا تزال تدرس تجربته وأعماله في الكثير من الكليات والجامعات.

نشأته
ولد جمال الغيطاني، في 9 مايو عام 1945، بقرية جهينة في محافظة سوهاج، حيث تلقى دراسته الابتدائية والإعدادية، قبل أن يلتحق بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية.

بداياته الأدبية وعمله
استهل جمال الغيطاني عالم الكتابة عام 1959 بقصة حملت عنوان «نهاية السكير»، فيما نشر أول قصة قصيرة له عام 1963، لينطلق بعدها قلمه ليكتب وينشر ما يقرب من 50 عملا كتابيا وأدبيا.

ذاع صيته، وبدأ اسمه في الانتشار بعد إصداره كتاب «أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، والذي كان يضم 5 قصص قصيرة، أحدثوا تغييرا في مفهوم القصة القصيرة حينها لما قدمته من أفكار وأسلوبا جديدا.

أما على الجانب المهني، عمل جمال الغيطاني رساما في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي عام 1963، ثم اعتقل على خلفيات سياسية عام 1966، وبعدما أطلق سراحه وعمل سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي.

وفي عام 1969، أصبح الغيطاني مراسلا حربيا تابعا لمؤسسة أخبار اليوم، قبل أن يتم ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبي بالجريدة، حيث أسس بعدها جريدة أخبار الأدب في عام 1993، وكان رئيسا لتحريرها.

إنتاجه الإبداعي
خلال مسيرة أدبية حافلة، أبدع قلم الغيطاني بالكثير من الكتب والقصص القصيرة، ومنها «أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، و«الزويل»، و«حراس البوابة الشرقية»، و«متون الأهرام»، و«شطح المدينة»، و«منتهى الطلب إلى تراث العرب»، و«سفر البنيان»، و«حكايات المؤسسة».

وأصدر أيضا «التجليات»، و«دنا فتدلى»، و«نثار المحو»، و«رشحات الحمراء»، و«مطربة الغروب»، و«وقائع حارة الزعفراني»، و«الرفاعي»، و«رسالة في الصبابة والوجد»، و«رسالة البصائر والمصائر»، و«سفر الأسفار»، و«نجيب محفوظ يتذكر»، وغيرها.

كما تمت ترجمة العديد من أعماله وإسهاماته الإبداعية، إلى عدد من اللغات الأجنبية كالألمانية والفرنسية والإنجليزية.

جوائز وتكريمات
خلال مسيرته الحافلة، تمكن الغيطاني من حصد العديد من الجوائز ونيل عددا من التكريمات المختلفة ومنها: جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وجائزة سلطان بن على العويس عام 1997، بالإضافة إلى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس 1987.

كما حصل أيضا على جائزة لورباتليون، لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته «التجليات» مشاركة مع المترجم خالد عثمان عام 2005، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2007 والتي رشحته لها جامعة سوهاج.

وفاته
وفي 18 أكتوبر من عام 2015، رحل الغيطاني عن عمر ناهز 70 عاما، في مستشفى الجلاء العسكري، بعد صراع مع المرض، وغيبوبة ألمت به واستمرت لأكثر من 3 أشهر.
الجريدة الرسمية