رئيس التحرير
عصام كامل

مصر.. وثورات الأشقاء! (٢)


المعارك التي يخوضها الجيش الليبي ضد ميليشيات الجماعات المتطرفة الممولة من دول الجوار، وبرعاية دول أوروبية لا تحقق مصالح الشعب الليبي وحده، الذي تحاول تلك الدول تقسيمه إلى دويلات، حتى تتمكن من الاستيلاء على ثرواته النفطية.


إنما تحقق أيضا الأهداف المصرية في القضاء على تلك العصابات التي لا تتوقف عن محاولة اقتحام حدودها ولنشر الفوضي في ربوع البلاد، وإشغال المصريين عن معاركهم الحقيقية في التنمية الاقتصادية، وإصلاح التعليم، وإنصاف الفئات من أصحاب الدخول المحدودة.. والتي طالما تم تجاهلهم عبر السنين.

لذلك من الطبيعي أن يبرز الدور المصري المساند للجيش الليبي، والذي تجلي في تغيير مواقف العديد من الدول التي كانت لا تصدق أن القوات المسلحة الليبية تحارب الإرهاب، وأن معاركها ليست موجهة ضد الليبيين، ولا تستهدف السيطرة على الحكم، وآخر تلك المواقف التي انحازت للقوات المسلحة، جاءت من أمريكا وعلى لسان رئيسها الذي أكد أن الجيش الليبي يتصدى للإرهاب، وأنه يستحق التأييد..

ونجحت مصر في إقناع المملكة العربية السعودية بتغيير موقفها، وكذلك دولة الإمارات، ودعمت الدولتان الجيش الليبي.. وهو إنجاز لا يستهان به، ونجحت مصر أيضا في تغيير الموقف الفرنسي إلى حد كبير، وإن كان متأثرا بالمواقف الإيطالية المعادية للجنرال حفتر، وما تزال مصر تسعي لفك الحصار عن تسليح الجيش الليبي، من قبل الدول المنتجة للسلاح.. وهي محاولات تحتاج إلى جهد متواصل لأنها ضرورية لتمكين الجيش الليبي من تحقيق النصر على القوى المعادية، ولا شك أن معركة القوات المسلحة الليبية، ليست سهلة لأن الميليشيات استوطنت البلاد منذ عدة سنوات، وكانت تمثل ملاذا آمنا للإرهابيين.

ولا يجب أن نغفل أن الجماعات المعادية يتم إمدادها بالسلاح والذخيرة والمقاتلين من جانب الدول التي يعز عليها تحقيق وحدة الليبيين واستغلال البلاد.. وعدم تبعيتها لدول خارجية، والمخاطر التي تعرضت لها مصر على حدودها الجنوبية ليست أقل مما تتعرض له على حدودها مع ليبيا، خاصة أن النظام الذي كان قائما في السودان لا يخفي توجهه نحو جماعة الإخوان المسلمين، ويوفر لقياداتها الهاربة، ملاذا آمنا رغم صدور أحكام بإدانتهم من محاكم مصرية، كما وفر نظام البشير لتلك الجماعات المتطرفة معسكرات لتدريب عناصرها على أعمال التخريب والاغتيالات التي احترفوا القيام بها سواء في مصر.. أو الدول الأخرى.

لذلك تجاوبت مصر مع تطلعات الشعب السوداني في التخلص من النظام الذي قاد البلاد إلى الخراب، وأخيرا.. نعم لعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، ولا لإغفال ما يجري على حدودنا ويهدد الأمن القومي المصري.
الجريدة الرسمية