رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"عم خشبة".. حكاية فنان آركت في الإسكندرية (فيديو وصور)

فيتو

بأحد الأزقة بسوق المنشية وهو ما يطلق عليه قديما "سوق الورق"، يجلس عم على خشبة، ٦٠ عاما، الملقب بداخل السوق بالفنان، في ورشته الخشبية الصغيرة، مستخدمًا أدواته البسيطة يحفر بها على لوحات خشبية مختلفة الأحجام، ليرسم أشكالًا فنية جديدة ومبتكرة ومجسمات وزخارف جميلة، وأسماء الشخصيات من الزبائن، ويحيط به من كل جانب أعماله الفنية ولوحاته الخشبية المنقوشة وتزينها منحنيات الزخارف المتناسقة ليمارس هوايته في فن الآركت.


بدأت رحلة "عم على"، منذ الصغر في تعلم اساسيات ومهارة فن الاركت، بعد أن ترك دراسته، ليلجأ إلى الأسواق لتعلم المهن والبحث عن عمل من أجل كسب "لقمة العيش"، ومساعدة أسرته، إلا أن بالرغم عدم إجادته للقراءة والكتابة، إلا أنه خاض رحلة من التحدي والإصرار على تعلم مهارات الكتابة والخط العربي، من أجل رسم الأشخاص وكتابة أسمائهم على الأوراق.

وتعلم "عم على" مهنة "الآركت"، ليطلق عليه زبائنه بالفنان، وهو يضع اللوائح الخشبية على ماكينة صغيرة، لتقطيع وتزيين ورسم الأسماء لزبائنه على الخشب.

وقال "عم على": "يتطلب العمل مجهودًا كبيرًا لأننا نقوم برسم التصميم على الورق ثم نقوم بتنفيذه على أرض الواقع لأنه لا مجال للخطأ في الرسم على الأخشاب".

وأضاف: "مهنة الآركت كان يطلق عليها قديما بالماركتريت، وذلك يرجع إلى تواجد بعض الجاليات الأجنبية المختلفة، التي كانت تقيم بالمحافظة، ومنها اليونانيين والأرمن، وهى نفس المهنة فلم تتغير كثيرا في الصناعة إلا أنها تختلف على حسب طريقة العمل من شخص لآخر، منها الكتابة والرسم على الألواح الخشبية، والماكينة الآركت التي تستخدم في تقطيع وتصميم لوحة فنية وكتابة الأسماء على الأخشاب".

وأضاف أن المهنة تحتاج إلى مهارة وإتقان وفن، مشيرا إلى أن العمل في هذه المهنة يحتاج إلى جهد وإتقان كبيرين حتى لا يتم الوقوع في أخطاء من خلال رسم التصميمات الأخيرة على الألواح الخشبية، والاعتماد من خلالها على طلبات الزبائن في رسم وكتابة أسمائهم أو ابتكار أشكال جديدة من التصميمات المختلفة.

ولفت إلى أن من أهم الأدوات التي تستخدم في فن الاركت، الجليتر والبلاستيك والنحاس الخفيف والأخشاب، لافتا إلى أنه يعتمد على شراء كميات كبيرة من الفضلات الخشبية التي تخرج من بعض الورش والتجار للأخشاب في بعض الأسواق، وتأتى الأسعار على حسب الكمية.

وأكد أنه بالرغم من تأثير الماكينات الحديثة وظهورها في الأسواق، واستخدام الكثير من الورش لفن الآركت، إلا أن الزبائن تفضل الأعمال اليدوية، التي بها إبداع وفن.

وأشار إلى أن المهنة في طريقها إلى الإنقراض؛ بسبب عدم وجود أجيال جديدة تتعلم صناعة وفن الآركت اليدوي، وقال: "الشباب يبحث عن الماكينات الحديثة دون تعلم أصول وخبرات المهنة".
Advertisements
الجريدة الرسمية