رئيس التحرير
عصام كامل

طرائفُ وغرائبُ إمام المسجد الزينبى


ما الخطبُ يا مولانا؟ أتدعو إلى دينٍ جديدٍ؟ أ مْ تغازلُ نونَ النسوة؛ حتى تصيرَ شيخًا مُقربًا وإمامًا مُجدِدًا، أو عضوًا في مجلس حقوقى، أو تجمُع نسائى؟


أذلَّتْ أموالُ الفضائيات أعناقَ رجال الدين، فراحوا يقولون مُنكرًا من القول وزورًا؛ توددًا وتقربًا ومناورة ونفاقًا، فماذا عساها أن تفعلَ رواتبُ "الأوقاف"، وإنْ زادتْ وتضاعفتْ، في عهد الوزير الحالى، أعزَّهُ اللهُ، مقارنة بالظهور الفضائى، والمال الفضائى؟!

ليستْ المرة الأولى، التي يأتى فيها إمامُ المسجد الزينبى بما لم تأتِ به الأوائلُ، فما يرددُه على المنبر كلَّ جمعة، منذ سبتمبر الماضى، عندما صدر فرمانُ نقله من مسجد "السلطان أبو العلا"، وما يذكرُه في إطلالاته التليفزيونية يُحيِّرُ كلَّ لبيب، ويُصيب بالجنون كلَّ فقيه، ما دفعَ بعضَ الناشطين إلكترونيًّا، إلى رصد نوادره وشوارده وطرائفه وعجائبه وغرائبه، وحشدها صوتًا وصورة، على صفحاتٍ ألكترونيةٍ، حتى يُعلمَ الحاضرُ الغائبَ، تحت عنوان: "من أين يأتى الشيخ محمد أبو بكر بما يذكره ويردده من أقوال غير مُحكمة، وآراء غير متقنة، واجتهادات بهلوانية، تثير الرثاء والسخرية"!

في جديدة الذي أثار عليه النساءَ قبلَ الرجال، والصغارَ قبلَ الكبار، والجهلاءَ قبل العلماء.. زعمَ المذكورُ أنَّ "الزوجَ الذي تنامُ زوجته غضبانة عليه سوف يدخلُ النارَ وبئسَ المصيرُ"!

مِن أينَ أتيتَ بما ذكرتَ يا مولانا؟ قياسُك باطلٌ، واستدلالُك فاسدٌ؛ لأن ما بُنى على باطلٍ فهو باطلٌ، وحديثُ لعن الملائكةِ الزوجة التي تغضبُ زوجها ليس صحيحًا؛ ولا يستقيمُ عقلًا وفقهًا، فرحمة الله أوسعُ من كيد النساء، ولطفُ الله أرحبُ من مكر الرجال، فما هكذا تُوردُ الإبلُ أيُّها الغُلامُ!

اتق اللهَ، يا مولانا، وقلْ قولًا سديدًا، يُصلحْ لكَ عملَك، ولا تعتمدْ على ضعيف الروايات، ولا تتبعْ هواكَ؛ حتى تجذبَ جمهورًا، فتضلَّ وتخزى؛ فهذا ليس من دأب العلماء، ولا من سلوك الفقهاء، ونحسبُك واحدًا منهم، ولا نزكى على اللهِ أحدًا.

ما قرأتُه عنك عبرَ مواقع التواصل الاجتماعى، يا مولانا، دفعنى إلى الذهاب إلى المسجد الزينبى؛ لأتأكد بنفسى مما يحكيه الناسُ عنك، فربما كانوا مبالغين، أو عليك حاقدين، فوجدتُك كما يقولون وأكثرَ، حتى إنك ظللتَ خلالَ خطبة كاملة ترددُ بصوتك الجهورى: "صَلَّوا على طه، صَلوا على ياسين"، رغم أنه ليس من أسماء نبىِّ الإسلام: "طه" أو "ياسين"، إنما هي من فواتح السور، ليس أكثر!

راجعْ نفسك يا مولانا، ولا تُغنك دنيا زائلةٌ عن آخرة باقية، "والآخرة خيرٌ وأبقى"، ولا تغرنك أموالُ الفضائيات، ولا شهوة الأضواء، فقد وقع في الفخِّ قبلك كثيرون، ولكنهم سرعانَ ما صاروا نسيًا منسيًا، ولم يصنع لهم المالُ الذي اكتنزوه مجدًا، ولم يُخلدْ لهم ذِكرًا.

يا مولانا.. أعرضْ عن هذا، واستغفر لذنبك، فلا وحى عليك ينزلُ، ولا دين جديد عليك يتنزلُ، عُدْ إلى رشدك، ولا تقلْ إلا حُسنًا في برنامجك الرمضانى، وإنَّى لك من الناصحين، فهل تقبلُ النصيحة؟!
الجريدة الرسمية