رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى الطويل رئيس حزب الوفد الأسبق: والدي توسط لدخول عبد الناصر الكلية الحربية

فيتو


  • عبد الفتاح الطويل أمر بتفتيش خزينة الملك في قضية الأسلحة الفاسدة.. وفاروق أمر بإقالته من الوزارة
  • والدي تولى 5 وزارات في عهد الملك فاروق
  • عبد الناصر وافق على انضمامي للنيابة بعد رفضي من المخابرات
  • حزب الوفد الأول في مصر ومستقبله متوقف على المناخ والأمور المالية في انتعاش
  • المعارضة تبتلع الأمور لدواعى سير المركب للأمام
  • البرلمان يبلع أخطاء الحكومة ولا يبحث عنها
  • عبد الناصر رفض وهو رئيس التوسط لأخي


يروي المستشار مصطفى الطويل، رئيس حزب الوفد الأسبق، والرئيس الشرفى الحالى للحزب، ذكريات والده المستشار عبد الفتاح الطويل وزير العدل الأسبق في عهد الملك فاروق، لافتا إلى أن والده تنقل من وزارة لأخرى إبان رئاسة زعيم الوفد الأسبق مصطفى النحاس للوزارة، واستمر والده مع مصطفى النحاس من وزارة النقل إلى العدل ووزارة القصر الملكي حينها، حتى انتهى تماما عصر النحاس باشا في رئاسة الوزراء، مشيرا في حوار لـ"فيتو" إلى أن والده صاحب الفضل في التوسط لدخول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الكلية الحربية عند وزير الحربية الأسبق حيدر باشا، موضحا أن والده عبد الفتاح باشا الطويل أمر بتفتيش خزينة الملك فاروق، وطالب الملك بعدها بعزله تماما من الحكومة، وهو ما رفضه مصطفى باشا النحاس، ونقله من وزارة العدل إلى وزارة أخرى، وإلى نص الحوار:

* بداية.. كيف توسط والدك للرئيس الراحل جمال عبد الناصر في دخول الكلية الحربية؟
والدى وزير العدل الأسبق المستشار عبد الفتاح الطويل كان زعيم حزب الوفد؛ أي رئيسا للجنة العامة للوفد حينها بمحافظة الإسكندرية، وكان خال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قياديا بارزا في حزب الوفد أيضا بالإسكندرية، وكان يعرف والدى جيدا بصفة والدى رئيسا للجنة العامة هناك حينها، وكان خال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يحضر الاجتماعات مع والدي في مقر اللجنة، ووالدى في هذا التوقيت كان وزيرا لشئون القصر الملكي في حكومة مصطفى النحاس باشا رئيس الوفد حينها، والذي شكل الحكومة في عهد الملك فاروق نظرا لكونه من حزب الأغلبية وجاء من الشعب.

وفى يوم من الأيام جاء عبد الناصر مع خاله إلى والدي في المنزل، وكان عبد الناصر حينها تعدى السن المحدد له بشهور على القبول في الكلية، فذهب خاله لوالدى حتى يتقدموا له باستثناء لعبد الناصر إلى وزير الحربية حينها، ويتم قبوله في الكلية، فكان والدي في هذا الوقت ذاهبا إلى عمله في وزارة شئون القصر الملكى التي كان يتولاها في هذا التوقيت، فاصطحب عبد الناصر وخاله معه، وركب عبد الناصر بجانب السائق في الأمام، ووالدى وخاله في الكرسي خلف السائق، وكان حينها عبد الناصر شابا صغيرا في السابعة عشرة من العمر، فجلس هو بجانب السائق حتى لا يزدحم الثلاثة خلف السائق، وهو ما ذكره عبد الناصر في خطابه بعد ذلك بعد أن أصبح رئيسا.

وأخذ والدي عبد الناصر وخاله وتوسط له حينها عند وزير الحربية حيدر باشا، ووالدي كان وزيرا لشئون القصر الملكي حينها، وتم قبول عبد الناصر بعد توسط والدي.

* كم وزارة تولاها والدك في حكومة النحاس باشا؟
والدي المستشار عبد الفتاح الطويل تولى وزارات العدل والصحة والزراعة والمواصلات، ثم كان وزير الدولة لشئون القصر الملكي، حيث كان للقصر الملكي حينها وزيرا في عهد الملك فاروق، ووالدى كان من الأقطاب في عهد مصطفى باشا النحاس، وعندما توسط لعبد الناصر كان وزير الدولة لشئون القصر الملكي، وعبد الناصر اعترف بتوسط والدي له في دخول الكلية الحربية، وذكر في خطابه وهو رئيس أنه جلس بجانب السائق، ولم يقل إنه كان مرفوضا وفقا للشروط.

* وماذا عن مشكلة والدك مع الملك فاروق والمطالبة بإقالته من الوزارة؟
مصطفى النحاس باشا هو من كان يستعين بوالدي في كل الوزارات المختلفة، وكانت هناك قصة مشهورة أثناء تولي والدي وزارة العدل في عهد الملك فاروق والأسلحة الفاسدة التي أثارها الكاتب إحسان عبد القدوس في مجلة روز اليوسف حينها في أعقاب عام 48 قبل التوسط لعبد الناصر، وتحدثت عنها الجرائد، وأمر النائب العام حينها بالتحقيق في الأمر، ووقف التحقيق عند تقديم مذكرة لوالدي -الذي كان يشغل منصب وزير العدل حينها- لتفتيش خزينة الملك فاروق، وقال: لا بد من تفتيش خزينة الملك. ووافق على تفتيش خزينة الملك.

وكان الملك فاروق حينها مسافرا إلى خارج البلاد، وذهب النائب العام بعد موافقة والدي وفتش ولم يجد أي شيء يفيد التحقيق، وعندما عاد الملك إلى قصره في الإسكندرية، وعلم بتفتيش الخزينة وأن والدي هو الذي أعطى القرار وأمر بالتفتيش طلب الملك حينها مقابلة مصطفى باشا النحاس رئيس الوزراء، وقال له: لا بد من استبعاد عبد الفتاح الطويل من الوزارة ليس العدل فقط لكن من الوزارة كاملة. فرد عليه النحاس: يا جلالة الملك فاروق طبقا للدستور لكم أن تكلفوني بتشكيل الحكومة، ولكن ليس من حقكم استبعاد أي وزير بعينه من الوزارة، ولكن من حقكم تغيير الوزارة كاملة إذا شئتم.

ولم يخرج والدي من الوزارة حينها، وانتهى الأمر بأن يتولى والدى وزارة المواصلات بدلا من وزارة العدل.

* هل استمر والدك مع مصطفى النحاس باشا في الوزارة حتى النهاية؟
مصطفى النحاس هو من كان يشكل الحكومة، واستمر والدي معه في التشكيل حتى قامت ثورة 1952، وكان والدي موجودا في كل وزارة، وفترة مصطفى النحاس كان الوفد هو الذي يشكل الحكومة، وبعد ثورة 52 ألغى عبد الناصر الأحزاب كلها من مصر.

*هل توسط الرئيس عبد الناصر لأخيك في جامعة القاهرة؟
في عهد عبد الناصر كان لي أخ طالب في الثانوية العامة، وحصل على مجموع لم يكفِ لدخوله كلية تجارة منتظم حينها بجامعة القاهرة، ووالدي كان مسافرا في خارج مصر حينها، وعلم بمجموع أخي فأرسل خطابا إلى الرئيس عبد الناصر وذكره بما حدث في الماضى، وقال له: هل تتذكر عندما أتيت إليّ مع خالك أثناء دخولك الكلية الحربية؟ ولم يفعل حينها عبد الناصر شيئا لأخى، وقال لوالدى: إن هناك قوانين تحكم عمل الجامعات. وأنه إذا حصل على مجموع في السنة الأولى سينتقل من الانتساب إلى الانتظام. فرد والدي عليه وقال له: شكرا جزيلا.

* هل توسط لك عبد الناصر في دخولك السلك القضائي؟
بعدما تخرجت في كلية الحقوق وكنت من المتفوقين فيها على مدى الأربع سنوات، وكان لي نشاط سياسي كبير، رفضت المخابرات وقتها التحاقي بالنيابة، وبعدها تقابلت مع وزير العدل، وقال لى: لماذا لم تدخل النيابة؟ فقلت له: المخابرات لم توافق عليَّ، وفى يوم من الأيام قال لى فتحى الشرقاوى -كان وزيرا للعدل بعد والدى-: "مبروك"، إن الرئيس عبد الناصر وافق عليك بنفسه. وقال لي: عندما قابلته في احتفال، وكان في غاية الانبساط، ويبدو أنه كان يعلم القصة الخاصة بك، فقلت له: فلان مرشح أن يدخل النيابة العامة. فرد عليَّ وقال لي: لا اعتراض عليه وسمعة والده طيبة للغاية المستشار عبد الفتاح الطويل. فقال له: أعتبره قرار من سيادتك؟ فرد عليه عبد الناصر وقال له: نعم قرار مني. فهو لم يساعد أخي لكنه ساعدني في دخول القضاء.

*كيف ترى مستقبل حزب الوفد في ظل الأزمات التي تمر به؟
مستقبل حزب الوفد ومستقبل الأحزاب كلها متوقف على المناخ الموجود في الفترات القادمة، وحزب الوفد لم يتراجع، وهو الحزب الأول في الوقت الحالي، بالطبع هناك مشكلات موجودة لكنه حزب له كيانه ورجاله وقواعده في جميع أنحاء الجمهورية، والأزمة المالية انفرجت إلى حد ما عن ذي قبل من خلال تبرعات أعضاء الحزب، والوقت كفيل بحل أي مشكلات أخرى.

*هل تغير أداء مجلس النواب الحالى عن ذى قبل؟
لا أرى تحسنا كبيرا يذكر في دور البرلمان الحالى عن ذى قبل، ولا أرى أي معارضة داخل البرلمان على الإطلاق، وهناك موافقة دائما على كل الأمور التي تعرضها الحكومة، فهل يعنى ذلك عدم وجود أخطاء تحدث للحكومة، البرلمان لا يسأل الحكومة عن بعض الأمور، أنا أؤيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكن هناك أخطاء للحكومة لا بد من إبرازها والكشف عنها، لكنه فالبرلمان يبلع أخطاء الحكومة ولا يتحدث أو يظهرها ولا يبحث عنها من الأساس.

البرلمان يترك أخطاء الحكوم تمر، ربما أنهم لا يريدون إثارة المواطنين، بالرغم أن البرلمان أنجز قوانين كثيرة منذ بدأه وحتى الآن وأعمال كثيرة أيضا، والهيئة البرلمانية لحزب الوفد، تسيير على نفس اتجاه للبرلمان، وهو خط التأييد المستمر، من المفترض عرض أي شبهة أو خطأ، لكنه ربما الرضا شبه كامل.

*هل حزب الوفد معارض أم مؤيد حاليا؟
حزب الوفد معارض، لكنه من المفترض عرض الأمور التي بها وضوح، نحاول جميعا حاليا تسيير المركب للأمام، نمر حاليا بفترة صعبة، الحرب على الإرهاب وأثاره علينا، وهو ما يجعل المعارضة تبتلع الأمور لدواعى سير المركب للأمام، وخاصة أن الظروف المحيطة حاليا بالبلاد شائكة، ولا بد أن يساعد الجميع في خط البناء.


*كيف ترى ثمار رئاسة المستشار بهاء أبو شقة لحزب الوفد؟
المستشار بهاء لم يستكمل كثيرا في رئاسة الحزب، ولا بد أن يأخذ وقته في رئاسة الحزب، هو رئيس أيضا للجنة التشريعية بمجلس النواب، ومرتبط بما يحال إليها من قوانين، والمستشار بهاء مسيطر على الأزمة المالية في الحزب بمساعدة الأعضاء بالحزب أيضا، وخاصة أن كثيرا من أعضاء الحزب يساعدوا للخروج من الأزمة المالية في الحزب التي كانت ظاهرة للعيان.

*كيف ترى الوضع السياسي الحالي؟
أتفاءل خيرا بالوضع الحالي، خاصة المشروعات والمحاولات الجادة لإنعاش الاقتصاد، وإصلاح الأرض والطرق والأنفاق، كل هذه الأمور بشائر خير، فضلا عن الأمور التي تدر لنا عائدا كبيرا، وهو ما يعطي الخارج فكرة طيبة عن مصر حاليا، لكني ما زلت متخوفًا من الدول التي تآمرت على الشرق الأوسط، أمريكا وإنجلترا على رأسهم بالإضافة إلى إسرائيل وتركيا وقطر، لكني رغم ذلك أتفاءل خيرا أيضا، خاصة المجهود الذي يبذله الرئيس السيسي، الذي لم يحدث إلا في عهد محمد على باشا الكبير الذي جاء وحاول إنقاذ البلاد وأعادها بالفعل.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية