رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أستاذ السكر بجامعة هارفارد: جرام واحد من السمن الصناعى يزيد نسبة الإصابة بجلطات القلب 93 %

فيتو

  • هذه أهم أسباب الإصابة بالسمنة لدى المصريين

  • الاستثمار في البحث العلمى سبب تقدم الدول
  • الاهتمام بالبحث العلمى يحقق فوائد اقتصادية كبيرة
  • مصر تمتلك عددا هائلا من العلماء حول العالم يكفي أن يحقق لها نهضة لألف سنة مقبلة
  • الطفل المصاب بالسكر في دول أوروبا يلبس «حظاظة» في يده مبين عليها أنه مصاب بالمرض
  • الأزمة في مصر أنه لا توجد ثقافة التعامل مع مريض السكر

كشف الدكتور أسامة حمدى أستاذ السكر بجامعة هارفارد، مدير مركز السمنة والسكر بمركز جوزلين بمدينة بوسطن، بالولايات المتحدة الأمريكية، العديد من المفاجآت حول أمراض السمنة والسكر، مرجعًا في حوار لـ"فيتو" زيادة معدلات الإصابة بهذه الأمراض في مصر إلى نمط الغذاء الذي يتناوله المصريون، ومشددًا على أن الحل يمكن في العودة إلى غذاء الأجداد. وإلى التفاصيل:

*ماذا عن المردود الذي يمكن أن يحققه الاهتمام بعلماء الخارج على مصر؟
أطالب بضرورة الاهتمام بالبحث العلمي، «حيث من الممكن أن يُحقق ذلك فائدة اقتصادية كبيرة للبلاد، بشرط أن تجرى بشكل صحيح ومتكامل، حيث تمتلك مصر عددا هائلا من العلماء حول العالم كافيا أن يحقق لها نهضة لمدة 1000 سنة مقبلة، كما أنها تمتلك الكثير من العقول البشرية الناجحة والذكية، وكل ما ينقصها هو الطريقة الصحيحة لاستقطاب هذه العقول إلى البلد من جديد، بدلًا من استثمارها في الخارج، وبالتالى تساعد على التقدم الاقتصادى للخارج وليس هنا»، وفي حال تم استقطاب هذه العقول فمن المؤكد أن الاقتصاد سيتقدم بشكل كبير، كون أساس اقتصاد أي دولة يقوم على البحث العلمى، ومن ثم إذا تم الاهتمام به بالصورة الكاملة ستعم الفائدة على الاقتصاد بالشكل العام.

*وماذا عن فائدة البحث العلمى؟
«للبحث العلمى قيمة كبيرة لا يمكن أن يتخيلها أحد، كونها هي الأساس لبناء اقتصاد أي دولة في العالم، ومثال على ذلك تخرج عدد كبير وهائل من طُلاب جامعة هارفارد، حيث استطاع أن يحصل 151 طالبا منها على جائزة نوبل العالمية في جميع التخصصات» وتصدير الخدمة أيا ما كانت طبية أو علمية يؤدى إلى التنمية الاقتصادية من خلال التعاون بالشكل الصحيح مع الشريك الأجنبى في العلم بالتحديد، والذكاء في الاستثمار العلمى هو التعاون بالشكل العلمى أو الشراكة مع الجامعات الكبيرة، وهذا يعود بالشكل الإيجابى على البلد من خلال تزويد السياحة العلاجية، وارتفاع جودة الخدمة الطبية في البلد،

*ما هى أهم أسباب الإصابة بالسمنة لدى المصريين؟
بالتحديد هي «العوامل الوراثية، وطريقة الاختيارات الخاطئة في الأطعمة، الطريقة الخاطئة في الاستهلاك، الضغط العصبى، الكميات الكبيرة التي يتم تناولها»، إضافة إلى التغيرات التي تحدث في مكونات الجسم، والتي تؤثر على تأثير الجين في الجسم، والتي بالتبعية تنشئ جيلا أكثر سمنة مما هو الوضع الحالى عليه.

*وما هى الأمراض التي يتسبب فيها؟
«مرض السمنة من أهم المسببات التي تؤدى للإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى مثل الضغط العالى، السكر، القلب، آلام العظام والمفاصل وغيرها الكثير من الأمراض الأخرى التي تعود على الجسم بالشكل السلبى»، والسبب الرئيسى وراء تزايد معدلات الإصابة بالسمنة خلال الفترة الحالية يرجع إلى عدم اتباع النظام الغذائى الصحيح الذي كان يسير عليه أجدادنا، الذي كان يتميز بالأكلات المُتنوعة الصحية، والذي كان يحتوى على الفول «البروتين» المطبوخ بزيت الزيتون، الذي يعمل على التخلص من الكولسترول السلبى على الجسم ورفع الكوليسترول الحميد، بالإضافة إلى الاعتماد على الجبن القريش، والخبز الأسمر.

و«المشكلة أصبحت مقصورة على كمية الأطعمة المبالغ فيها التي يتم تناولها خلال الثلاث وجبات بالكميات الكبيرة وبالأوقات الخاطئة، والتي بالضرورة تسبب السمنة والبدانة، فضلا عن الاعتماد في الكثير من الأحيان على الأطعمة المحفوظة، ولهذا الحل يتمثل في البعد عن الثلاجة»، وأحذر من خطورة العادات اليومية الخاطئة التي يتبعها المصريون، وتؤثر بالسلب على الجسم، والتي من أهمها الاعتماد على تناول السمن الصناعى، حيث تم التأكيد على مدى خطورته على الصحة العامة، فتناول جرام واحد من السمن الصناعى يُزيد من نسبة الإصابة بجلطات القلب 93 %"، وأطالب بضرورة الاعتماد على بدائل السمن الصناعى مثل زيت الزيتون، أو السمن البلدى، وأحذر من أن الاعتماد على المنتجات الأرخص في الأسعار سينتهى إلى المكوث في المستشفيات بالعناية المركزة.

*هل يمكن لمريض السكر التخلص من هذا المرض بشكل نهائى؟
بعض الحالات ممكن أن ينجح ذلك، فإذا نقص وزن مريض السكر من الدرجة الثانية 7% تتحسن حالة الأنسولين بالجسم بنسبة 57% وهذا تم إثباته بموجب أبحاث علمية، فأساس النزول في الوزن من خلال تثبيت نسبة البروتينات، إضافة إلى ممارسة رياضة تنمية العضلات تمامًا مثل كمال الأجسام، وممارسة «الاستريتشنج» لمدة 10 دقائق، ورياضة الإيروبكس لمدة 10 دقائق، وممارسة رياضة الركض سريعًا.

*ماذا عن التغذية السليمة لمرضى السكر؟
«مرض السكر في الأساس يتمثل في عدم قدرة الجسم على التمثيل الغذائى للنشويات، وبالتالى أجريت العديد من الأبحاث والفحوصات للتعامل مع هذا الأمر من خلال وضع الجسم تحت العديد من الاختبارات لتحسين هذه القدرة والتعامل معها، لذا فإن لكل مريض حالة خاصة يتطلب معها وضع برنامج محدد للأكل وفقا لحاجة الجسم لذلك».

وهناك العديد من البدائل الغذائية لمريض السكر، من الممكن أن تغنيه عن الأنسولين، وهو ما كان متبعا قديما، وقد سبق وأن نشرت مقالا في جريدة نيويورك تايمز، في 11 سبتمبر 2016 تحت عنوان «العلاج القديم أفضل من العلاج الحديث»، وتزامن موعد نشره مع الانتخابات الأمريكية، ورغم الزخم الإخباري للانتخابات إلا أن المقال حظى بمتابعة كبيرة من جانب الشعب الأمريكي أكثر من متابعة أخبار الانتخابات، وأوضحت في المقال أن الأمر يتم من خلال الاعتماد على العديد من العناصر الغذائية قليلة النشويات، وحساب كميات البروتينات التي يتناولها الجسم، فمن المفيد الاعتماد على جميع أنواع البروتينات مثل السمك، والدجاج، الرومى، واللحوم دون دهن والبروتينات النباتية، إضافة إلى زيت الزيتون اللازم للجسم، وكذا الاعتماد على البيض ومنتجات الألبان وغيرها الكثير من المنتجات الصحية الطازجة.

*بمناسبة الأسماك، ما هى أفضل أنواعه؟
«أفضل أنواع الأسماك هو السمك القرموط المنتشر بكثرة في مصر، حيث إن دهونه تحتوى على أوميجا 3، والتي تمنح الجسم العديد من الفوائد الغذائية»،

*كيف ترى ظاهرة تزايد معدلات الإقبال على إجراء عمليات «السمنة»؟
هناك العديد من المعايير والأبحاث لابد من دراستها قبل الإقدام على إجراء عملية جراحة للسمنة، منها مقياس الجسم، ونسبة الزيادة، فإذا زادت عن معدلاتها الطبيعي من الممكن إجراء جراحة، لكن إذا ما كانت في معدلات يمكن معها التعامل بأساليب التغذية والرياضة فيمكننا التعامل مع ذلك بوضع برامج تغذية للوصول إلى الوزن المثالي.

*وماذا عن مرض السكر لدى الأطفال؟
المشكلة تكمن في الثقافة المجتمعية، حيث أصبح وجود طفل مريض بالسكر في المنزل، بمثابة قنبلة للأب والأم، في الغرب الجميع يتعامل مع الأمر ببساطة، فالطفل المصاب يلبس «حظاظة» في يده، مبين عليها أنه مصاب سكر، المدرسة تعرف جيدا كيف تتعامل معه والاحتياجات المطلوبة له، بمواعيد وجبات عليه تناولها، وأسلوب رياضي معين، حتى زملاؤه بالفصل يعلمون ذلك جيدا من حيث الابتعاد عن الحلويات وغيرها الكثير، لكن الأزمة في مصر أنه لا توجد ثقافة التعامل مع مريض السكر، المدرس لا يعرف التعامل الأمثل، بل في أحيان كثيرة يتم إلغاء الفسحة للأطفال دون الانتباه إلى أن بينهم طفل مريض سكر، وكذلك الخوف الدائم للأم والأب لدرجة أن كثيرين يخفون إصابة أبنائهم بالمرض، وكأنه مرض مخجل، الأمر يصل إلى أن يرفض الطفل حتى الارتباط والزواج عند الكبر لأنه مريض سكر!

Advertisements
الجريدة الرسمية