رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ذكرى رحيل «أستاذ الموال».. كيف تسببت دعابة في دخول شفيق جلال عالم السينما

فيتو

في مثل هذا اليوم، 20 مارس من عام 2000، رحل أستاذ الموال، شفيق جلال عبد الله حسين البهنساوى، الشهير بـ"شفيق جلال"، عن دنيانا بعدما أطرب الجمهور بمواويله التي لا تزال حية حتى اليوم، فمن يمكن أن ينسي "أمونة بعت لها جواب"، أو "شيخ البلد"، أو "موال الصبر"، أو "يا حسرة عليها"، وغيرها وغيرها من المواويل التي اشتهر بها شفيق، وحقق بها نجاحًا كبيرًا حتى بعد وفاته وتغير أذواق الأجيال المتتابعة من بعده.


ولقد كانت قصة نجاح شفيق جلال تنم عن رحلة كفاح، ولقد ساعده القدر كثيرًا حتى وصل إلى ما وصل إليه من نجاح، حتى أن قصة دخوله إلى عالم السينما والغناء في الأفلام كانت قدرية بصورة كبيرة، وهو ما يبرزه هذا التقرير.


المولد والنشأة
ولد شفيق جلال في 12 أبريل عام 1929 في الدرب الأحمر، ذلك الحى الشعبي الذي أثر في وجدانه، وشكل هويته، كانت صحته عند ميلاده في حالة يُرثى لها، ولقد قال الطبيب لأسرته أنه إن مر أسبوع على هذا الولد من بعد ميلاده سيعيش، وإن عاش فليطلقوا عليه اسمه، وقد كان، وعاش شفيق، الذي حمل اسم الطبيب، بين بيت والده وبيت والدته بعد انفصالهما، ولم يتمكن من استكمال تعليمه لشقاق والديه.

ورث شفيق الطفل حلاوة صوته من والده الذي كان أحد أعضاء كورال الفرق المسرحية للنجم على الكسار ونجيب الريحاني، ولقد كان الأب قدوة لصغيره، فكان يتمتع بتقليده، أما الأب فكان يشجع صغيره، ويأخذه وهو في التاسعة من عمره إلى كازينو بديعة مصابنى، ليغني أمام الجمهور.


صناعة الأحذية
بالرغم من عمل والده في عالم الفن وتشجعيه له، إلا أن المهنة الأولى التي امتهنها شفيق جلال لم تكن ذات علاقة بالفن، فقد عمل في بداية حياته في صناعة الأحذية، ولكن شيئًا ما بداخله لم يكن مقتنعًا أن هذه هي المهنة المناسبة له، فلم يجد نفسه بها، وقرر أن يحاول استغلال حلاوة الصوت التي ورثها، وبدأ يغني في الأفراح بالمناطق المحيطة به، وشجعه على الاستمرار في هذا الأمر جيرانه وأصدقاؤه، ومع كل فرح كان يطرب فيه جمهوره كان صيته يزداد، حتى إنه وصل إلى الأقاليم.


محطة السينما
كان دخول شفيق جلال إلى عالم السينما قدريًا، فبينما كان يعمل في روض الفرج، جاء إليه أحد أصدقائه قائلًا له إن محمود ذو الفقار قد بحث عنه في قهوة تُدعى "السلام" وأنه يريده أن يعمل معه في أحد الأفلام، ولم ينم شفيق من الفرحة، وفى اليوم التالى ذهب إلى فيلا عزيزة أمير زوجة محمود ذو الفقار، حيث يسكن معها الزوج، باحثًا عن ذو الفقار ولكنه لم يجده، فذهب إلى ستوديو جلال حيث كان موقع تصوير أحد أفلام النجم إسماعيل يس، وحينما وجد ذو الفقار، قال له "أنا شفيق جلال" ليتفاجأ أن الأمر ما هو إلا دعابة، وأن ذو الفقار لم يأت إلى القهوة ولم يسأل عنه ولا يعرفه من الأساس.

وحينها طالب والد شفيق مدير ستوديو جلال أن يستمعوا إلى صوت الابن، فأعجبت به عزيزة أمير، وقالت له "تعالى بعد بكرة"، فما كان من الأب إلا أن رد "حنقعد من غير أكل لبعد بكرة؟"، فتأثر الجميع بكلام الأب واتفقوا مع شفيق على الغناء في ثلاثة أفلام كان أولها "عودة طاقية الإخفاء"، ليدخل بهذه الدعابة التي أصدرها الصديق عالم السينما من أوسع أبوابه ويحقق نجاحا كبيرا بها.

توالت مشاركات شفيق جلال السينمائية، وكان هو يثبت دومًا قدرته على تقديم الجديد، ولكن أفلامه مع المخرج حسن الإمام كانت هي الأفلام المؤثرة في مشواره السينمائى، مثل "خللى بالك من زوزو"، و"حكايتى مع الزمان"، و"أميرة حبى أنا"، وواصل أستاذ الموال نجاحه حتى 20 مارس من عام 2000، حينما شاء القدر أن ينتهى مشواره في هذه الدنيا، وفاضت روحه إلى بارئها تاركًا ميراثًا فنيًا لا يمكن أن يُنسي.

Advertisements
الجريدة الرسمية