رئيس التحرير
عصام كامل

أسعد نفسك فهي تستحق


لأنك دوما تستحق أن تكون في أفضل مكان ولأن أهم شيء عندك هو نفسك أنت.. فإن عليك أن تعامل نفسك بما تستحق من احترام، ولا تنل منها أبدا ولا من كرامتها، ولا تهمل في حقها وتنزهها عن فعل السوء وما يغضب الله عز وجل، وارتق بها إلى فعل كل خير.


كثيرٌ منا يهملون في حق أنفسهم، وهو ما يؤثر على دافعيتهم نحو الحياة، ويؤثر على عملهم ويهدر قواهم، ويكون ذلك السبب الأساسي للسلبية المفرطة أولا، وثانيا الانعزال عن المجتمع، وقد يؤثر ذلك على شعورنا إذا رأينا سعادة الآخرين، فمن يسعدوا أنفسهم يسعدوا لرؤية الآخرين سعداء.

أنت المقصود أولا من السعادة، وعندما تسعد نفسك فإنك ستسعد الآخرين بالتبعية، وعندما ننظر إلى الحياة فإن كل شيء ليس مخلوقا لنفسه إنما كل شيء مخلوق لينفع الإنسان، فالزهور مثلا تبعث برحيقها وتشرق بصورتها الجميلة وترسم الفرحة، وهي في الواقع لا تسعد لنفسها إنما لغيرها فنحن من يسعد بها.

إن السعادة التي تتولد بداخلنا لا تحدث نتيجة انعزالنا عن الناس، ولكن تحدث نتيجة مشاركتنا لمن حولنا في الأعمال التى تسعدهم، فالسعادة في الواقع هي أن نكون سببا في إسعاد من حولنا.. حينئذ ترتد إلينا السعادة مضاعفة. فلنغير روتين الحياة ولا نندمج مع الأشخاص السلبيين للحفاظ على حالتنا الصحية.

ليست السعادة في جمع الأموال فكم من مال لا يدفع للحب، وكم من مال لا يدفع للاحترام، وكم من مال لا يستطيع أن يشفى من مرض.

إنما السعادة هي مقادير متفاوتة من كل عطاء تجتمع معا وتختلط بالرضا لتضفي على من حولنا أثرا طيبا، نرى فيهم نتائج عملنا فرحة على الوجوه ونورا يضيء لهم الطريق.

فلنقدم للحياة ما تستحقه من خير، وهو في النهاية يرتد إلينا عطاء حقيقيا لا نبتغى فيه إلا رضاء الله تعالى، ليس رياء ولا سمعة.. عطاء سواء في الخفاء أو العلن.. عطاء رحمة ومحبة وهدى وعلى قدر إخلاص النية لله على قدر عطاء الله لنا.

كل يوم تتجدد فيه الحياة سنعمل من أجل إسعاد خلق الله، وهو الشكر المستحق على فضله، ونعمه الكبيرة علينا، وأكبرها نعمة الحياة.
الجريدة الرسمية