رئيس التحرير
عصام كامل

الحرب على سوريا تزعزع استقرار المنطقة


يمكن أن تؤخذ تقارير أمس، التي تفيد بأن الصراع السوري قد امتد إلى لبنان، كدليل إضافى على أن الحرب الأهلية الطائفية تزعزع استقرار المنطقة. هناك أيضا دلائل على أن الصراع الذي لا ينتهي يدفع اثنين من اللاعبين البارزين الذين يهمهم الأمر حقا، أمريكا وروسيا، نحو محاولة للمفاوضات ووقف إطلاق النار على أساس اتفاق جنيف الذي وقع في يونيو الماضي.


رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، تلقى بعض التعاطف وعبارات التأييد من الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، ولكنه لم يتلق أي وعود عن إجراءات جذرية ضد نظام دمشق عندما ذهب إلى واشنطن. وقد حذُر نظيره الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال الهجمات المستمرة في سوريا من قبل "فلاديمير بوتين"، الرئيس الروسي، عندما التقى الاثنان في "سوتشي" الأسبوع الماضي. وكان الحديث عن العمليات العسكرية على سوريا أقل بكثير من المفترض خاصة بعد تخطي "الخط الأحمر" بشأن الأسلحة الكيميائية، وهذا أيضا كان بين البريطانيين والفرنسيين الذين كانوا أكثر عدوانية حول هذه المسألة من الأمريكيين.

الرئيس الأسد يشعر الآن بجرأة أكثر وكافية لإعلان- في حديثه لصحيفة "كلارين" الأرجنتينية- أنه لن يتنحى وليس هناك نقطة يبدأ منها الحديث مع المتمردين الذين انقسموا.

في الواقع، الأسد سوف يتفاوض إذا قال له الروس ذلك. وسيكون عليه أيضا الذهاب في مرحلة ما قريبا، فلديه الكثير من الدماء على يديه. ولكن هذا هو الحال مهما كان النظام السوري مروع، فهناك وجهة نظر تنمو في أوربا والولايات المتحدة بأنه من الأفضل السيطرة على المتطرفين الإسلاميين في البلاد.

وحتى في تل أبيب صرح "أفرايم هاليفي"، الرئيس السابق لجهاز الموساد، أن الأسد لا يزال "رجل إسرائيل في دمشق". وهو تصريح يعكس الوضع الذى يقابل به الغرب وحلفاؤه الأوضاع فى سوريا بتقديم التنازلات الأخلاقية لمواجهة السياسة الواقعية.

نقلًا عن صحيفة إندبندنت البريطانية .

الجريدة الرسمية