رئيس التحرير
عصام كامل

«مصر» في 24 ساعة


خلال الـ 24 ساعة الماضية حققت مصر منجزا كبيرا على الصعيد السياسي بعد احتضان مدينة شرم الشيخ للقمة العربية الأوروبية، التي تأكد معها وازداد رسوخا مكانة القاهرة وثقلها إقليميا وعالميا، وليس أدل على ذلك من حجم الحضور الكبير من جانب ملوك وزعماء وقادة الدول المشاركة، إضافة إلى القضايا والملفات المهمة للغاية التي تصدت القمة خاصة ما يتعلق بالاستقرار في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.


وقد كان الرئيس عبدالفتاح السيسي واضحا كعادته حين صارح القادة المجتمعين بالحقائق وبرؤية مصر إزاء العديد من القضايا، مطلقا رسائل في كافة الاتجاهات، حيث أكد ضرورة التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية، وتحويل منطقة الشرق الأوسط من النزاعات إلى النجاحات، ودعا إلى التصدي لتمويل أطراف دولية للإرهاب، فضلا عن تأكيده على أن العلاقة مع أوروبا ترتكز على احترام خصوصية كل طرف.

ولا شك أن ما تحقق من خلال هذه القمة يؤكد أن العمل الهادئ الدوءب الذي قاده الرئيس ومن خلفه مؤسسات الدولة، لا سيما وزارة الخارجية نجحت في استعادة الدور الإقليمي والدولي الفاعل لمصر بعد سنوات عديدة عانت فيها مصر من الاضطراب عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ولعل ما يؤكد هذا حجم الصراخ الذي صدر عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومن خلفه المنصات الإعلامية المعادية لمصر، وذلك في محاولة للتشويش على نجاح قمة شرم الشيخ وتأكيدها محورية الدور المصري.

والحقيقة أن بعض وسائل إعلامنا لم تكن على مستوى الحدث الضخم، فراحت بعض القنوات والإذاعات تبث برامج وفقرات تافهة بدلا من التركيز على القمة وما أنجزته لمصر، في غياب واضح للحس الوطني عن هذه المنصات الإعلامية التي يمول بعضها من خزانة الدولة.

وبصريح العبارة، فإن هذا المستوى المتدني من الأداء الإعلامي يتطلب حلولا عاجلة، إذ ليس معقولا أن نصل إلى مرحلة عدم القدرة على تقديم هذا المنجز السياسي والدبلوماسي بصورة جيدة وواضحة للداخل والخارج، أو أن يحاول البعض الآخر لفت الأنظار بعيدا عن الحدث باستضافة بعض مؤدى الأغاني الشعبية الركيكة.
الجريدة الرسمية