رئيس التحرير
عصام كامل

قراءة أمنية في حادث الدرب الأحمر


يظهر التحليل المبدئي لحادث الدرب الأحمر، تنويع العمليات الإرهابية لأهدافها، التي باتت تكثف هجومها منشآت في أماكن مدنية، فقد بدا جليا أن منفذ الحادث نفذه بمحيط منطقة حيوية، على مقربة من مكان سياحي بالقاهرة الفاطمية حيث مسجد الحسين – رضى الله عنه - والمساجد الأثرية الأخرى القريبة منه.


وعلى الرغم من «الألم الوطني» الذي تحدثه مثل تلك العمليات إلى أن القراءة الأولية في الحادث تطرح ما يلي:

أولا: أظهر الحادث تطورا نوعيا في عمليات الاشتباه والمراقبة باستخدام الكاميرات الحديثة، مما يؤشر على تطور نوعي في تعامل وزارة الداخلية وعناصرها من الكوادر المدربة في اكتشاف وتتبع المشتبه بهم، بينما يطرح الواقع الأمني الراهن في ظل ما نعيشه من تحديات الحاجة إلى مزيد من التطوير ورفع الوعي الأمني ببرامج ودورات تدريبية فاعلة، وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى ضرورة الاستفادة من رجال الشرطة الذين خرجوا إلى المعاش لضمان وجود همزة وصل بين أجيال العمل الأمني.

ثانيا: أظهر الحادث الروح المعنوية العالية لرجال الشرطة، ليعطوا دليلا جديدا على قوة عقيدة الاستشهاد في مواجهة العناصر الإرهابية الآثمة، وهو ما يؤكده مقطع الفيديو المتداول بشأن الحادث، فلم يعد لدى رجال الشرطة الذين يلاحقون الإرهاب، من يعتقد بأنه يؤدي وظيفة أو عمل عادي، حيث يعلم المكلفون بمكافحة الإرهاب جيدا أنهم بصدد رسالة أخلاقية ودينية تتضمن أن الشهادة في سبيل الله، نهاية حامل تلك الرسالة المثلى بدفاعه عن الأرض والعرض والدين.

ثالثا: أظهر الحادث الحاجة الماسة إلى إجراءات عملية سريعة تقوم بها وزارة الداخلية في إطار رسالتها الوطنية، وهي توفير قاعدة بيانات شاملة بموقف الشقق السكنية في جميع الأحياء - والشعبية منها على وجه التحديد- على أن تكون البداية بمحافظات القاهرة الكبرى، فغني عن البيان أن إلزام أصحاب العقارات والشقق بتقديم صورة بطاقة الرقم القومي لأي ساكن لديهم (جديد أو قديم) إلى قسم الشرطة التابع لها السكن، مع صورة عقد الإيجار فور بداية سكن الساكن وبعد مغادرته، مما يوفر كثيرا في مهام التحريات المطلوبة عن المجرمين وتسهيل اكتشافهم.
الجريدة الرسمية