رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«فيتو» في منزل الشهيد محمود أبو اليزيد.. شقيقه يكشف كواليس الليلة الحزينة.. والده يسرد مفاجأة ابنه لوالدته.. ابنه «أحمد» يروي وصية والده له عندما رآه في المنام.. والأسرة تطالب السي

فيتو

لحظات لن يمحيها الزمن مرت كالصاعقة على أسرة الشهيد محمود أبو زيد، ابن شارع الطيران بمنطقة إمبابة، حيث تشير عقارب الساعة إلى اقتراب منتصف ليل الخامس عشر من فبراير، وظن أهالي الشهيد أن اليوم أوشك على الانتهاء وشرعوا في النوم استعدادا ليوم جديد، إلا الزمن توقف بهم لحظة استقبالهم اتصالًا من أحد الجيران وإبلاغهم عن وجود حادث إرهابي في الدرب الأحمر وأن "محمود" من بين الشهداء.


«شخص اتصل بي وقال اللي مكتوب على أخوك ده صح ففزعت فيه إيه، ونصحني بالاطمئنان على أخي وأغلق الهاتف».. بهذه الكلمات بدأ سمير محمد أبو اليزيد شقيق الشهيد "محمود" يسرد لـ«فيتو»، كواليس ليلة معرفتهم باستشهاد أخيهم صاحب الـ37 عاما في الحادث الإرهابي، وقال: «هرولت مسرعًا إلى شقة أخي فوجدت زوجته تقول لي إن محمود مرجعش حتى الآن وأن هاتفه غير متاح.. وسارعت بإيقاظ شقيقي الأكبر وقولتله الناس كلها بتقولي البقاء لله في أخوك هو فيه إيه وذهبنا سويًا إلى قسم الشرطة وهناك أبلغونا أنه حدث تفجير إرهابي في الدرب الأحمر وفضلت أدعي إن أخويا لا يكون منهم».

واستطرد والدموع في عينيه: «عندما ذهبت إلى مكان الحادث للوقوف على الحالة الصحية لأخي فلم أستطع الدخول في البداية، ولكن مع إصراري بالدخول ورؤية أخي جاءني ضابط شرطة وأبلغني أن محمود نال الشهادة لأنه احتضن منفذ الانفجار وحمى البلد من انفجارات كثيرة ووقوع أعداد كبيرة من الضحايا، ودخلت لرؤيته حيث كان مبتسما فقبلت جبينه وانصرفت».

والتقط والد الشهيد "محمود أبو اليزيد" أطراف الحديث من نجله "سمير" وقال: «محمود كان بيجهز للذهاب في رحلة عمرة مع والدته الأحد المقبل حيث أنهى كل الأوراق المطلوبة قبل التفجير بثلاثة أيام»، مطالبا بأخذ حق ابنه، كما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي برعاية أبناء الشهيد ليكملوا تعليمهم في مدارسهم الخاصة تنفيذا لرغبة والدهم في حياته.

و"بأي ذنب يتموا".. مشهد يحمل كل معاني الحزن عندما حاولت "فيتو" التحدث مع «أحمد» نجل الشهيد "محمود" الذي لم يتجاوز عمره الست سنوات، فهو دائم السؤال عن والده و"لماذا لم يعد على غير عادته؟" أسئلة لا يجد لها إجابة من المحيطين به سوى الدموع التي رآها تنهمر من أعينهم.

الطفل من شدة تعلقه بوالده رآه في المنام يجيب على كل تساؤلاته ويوصيه بالاهتمام بإخوته ووالدته رغم صغر سنه، هكذا قال «أحمد»: «شفت والدي وهو قاعد في الجنة وشكلها جميل قوي وعنده كل حاجة من فواكه وأغذية، وقالي خلي بالك من إخواتك وأمك وماتتخانقش معاهم».

وبجوار «أحمد» تجلس شقيقته «هاجر»، ابنة الثماني سنوات، قالت إنها لا تريد مساعدة من أحد لأن والدها لم يكن يحرمها من شيء.

تعود تفاصيل الواقعة بتكثيف أجهزة وزارة الداخلية البحث عن مرتكب واقعة إلقاء عبوة بدائية لاستهداف قول أمني أمام مسجد الاستقامة بالجيزة عقب صلاة الجمعة 15 فبراير.

وأسفرت عمليات البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديرى بالدرب الأحمر.

وقامت قوات الأمن بمحاصرته، وحال ضبطه والسيطرة عليه انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت بحوزته، ما أسفر عن مصرع الإرهابي واستشهاد أميني شرطة وضابط وإصابة ضابطين آخرين.

شملت قائمة الشهداء المقدم رامي هلال بقطاع الأمن الوطنى، وأمين الشرطة محمود أبو زيد وأمين شرطة آخر.
Advertisements
الجريدة الرسمية