رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الإرهابي المعاصر»!


لو كنت -مثلا مثلا- مكان من يخططون لتدمير بلادنا.. كيف كنت ستفكر؟، أول قرار ستتخذه بالطبع الاعتماد على عناصر جديدة تماما لا ملفات لها لدى الأجهزة الأمنية المصرية.. ولا تعرف ذات الأجهزة عنها شيئا.. خصوصا وأن الكثيرين من الكوادر المجرمة التي كنت ستعتمد عليها إما خارج البلاد تدمر بلدانا أخرى شقيقة.. وإما في السجون.. وإما ذهبت إلى جهنم في أعمال شيطانية أخرى!


ولكن.. إن كنت مكان هؤلاء فكيف ستختار هذه العناصر الجديدة؟ ستختارها هناك ممن يذهبون لعبادة الله بحق.. فتلتقطهم أيدي الجماعة وتلقيهم بعيدا عن العيون في جلسات ذكر وعلم.. يذكرون الله ويسبحونه ثم تتحول الجلسات إلى ولائم للطعام من أجل ازدياد الألفة ومد جسور الثقة والمودة، وبعدها جلسات لدراسة تاريخ الإسلام ثم دولته حتى الوصول بالعضو المستهدف إلى أحوال الأمة اليوم، وبعدها كتب ودراسات عن حكام المسلمين، وأنهم سبب كل ما يجري إلى آخر ما تعرفونه ونعرفه أن إقامة الدولة الإسلامية لن تتم إلا بإسقاط هؤلاء!

من بين عشرات الضحايا ستفرز الجلسات عددا ممن سيتحمسون لـ"الجهاد" من وجهة نظرهم، وهؤلاء سيذهبون بهم للتدريب في أماكن سرية وسيشوقونهم لإرسالهم للذهاب إلى "الجهاد" المزعوم، ثم من بين هؤلاء أيضا يتم اختيار عناصر انتحارية تعرضت لدروس مكثفة عن فضل الاستشهاد في سبيل الله وفقا لدروسهم، وعن الحياة الأخرى التي ستبدأ في نفس لحظة الاستشهاد، وعن الملائكة التي ستستقبل الشهيد، وعن الأحبة التي يتمنى أن تستقبله في الجنة!

كل ما سبق يجري سرا.. لا تعرف أسرة الضحية عنه شيئا، ولذلك أغلبهم صادق، وهو ينفي عن ابنه أي ارتباط بأي جماعة، خصوصا أن ابنه -وبناء على طلب هذه الجماعات- لم يتغير سلوكه بل ربما العكس.. ملبس عصري.. اهتمام بالغناء والموسيقي وربما سهر في أماكن غير بريئة!

الآن نتوقف عند ما جري قبل أيام من ترحيل ألمانيين من أصل مصري، جاءا وأحدهما يحمل خرائط لسيناء، والآخر ثبت اتصاله إلكترونيا بجماعات إرهابية!، وبالتالي من غير المستبعد أن يكونا أرسلا لأعمال شبيهة، ولكن ليس هذا هو السؤال الطبيعي.. السؤال المنطقي هو: من أعطي الأوامر؟ ومن وجّه؟ ومن كان سينتظر هؤلاء في سيناء أو غيرها؟

والأسئلة نفسها عن إرهابي الأزهر.. كيف جاء ومن أين جاء بكل المتفجرات التي ضبطت في منزله؟ من غير المنطقي إن كان سيستخدمها كلها بمفرده، إنما من المؤكد أن هناك شركاء سيشاركونه في استخدامها.. فمن هم؟ ومن عرفهم به؟ علما أن مثل هذه الخلايا لا يعرف بعضهم بعضا إلا من قيادة عليا ويكون التعارف بأسماء مستعارة؟!

الأسئلة السابقة إن كانت طرحت في ذهننا فمن المؤكد أنها مطروحة قبلنا لدى رجال الأجهزة الأمنية، لكننا نطرحها للقارئ العزيز ليكون في الصورة ويعرف طريق التجنيد والتوجيه، وليدرك حجم العبء الملقي على الدولة وعلى أجهزتها المختصة خصوصا!
Advertisements
الجريدة الرسمية