رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المجلس القومي لمكافحة الإرهاب


لا يصدق الكثير في مصر أن القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره ليس عملية أمنية فقط، الأمر هنا ليس رأيًا بقدر ما هو نتاج الاتجاهات الحديثة في نظريات دراسات الإرهاب. هناك ثلاث نظريات لدراسة الإرهاب، الأولى التي تفسر ظاهرة الإرهاب باعتباره ظاهرة دينية. 


والنظرية الثانية، وهي النظرية الأرثوذكسية لتفسير الإرهاب، والتي تقول أن الإرهاب له أهداف سياسية ويسعى لتحقيق أهدافه من خلال بث الرعب وزعزعة الاستقرار، والنظرية الثالثة وهى الأحدث وتتبنى دراسة الإرهاب بشكل نقدي.

التفسيرات الخاصة بالإرهاب الأكثر انتشارًا في مصر تسير وفق النظريتين الأولى والثانية، فالإرهابي وفق للنظرية الأولى متشدد دينيًا له فهمه الخاص الخاطئ للدين، والإرهابي وفقا للنظرية الثانية يسعى لتنفيذ مخططه السياسي ظنا منه أن العنف يمكن أن يغير المجتمع.

الدراسات النقدية الحديثة في مجال الإرهاب تقوم بتفسير هذه الظاهرة في إطار فهم كامل للظروف السياسية والاجتماعية والثقافية وطبيعة الخطاب – بما في ذلك الخطاب الديني.

هناك في مصر مجلس قومي لمكافحة الإرهاب له ثمانية أهداف، من بينها "التنسيق مع المؤسسات الدينية والأجهزة الأمنية لتمكين الخطاب الديني الوسطي المعتدل ونشر مفاهيم الدين الصحيح بالمجتمع في مواجهة خطاب التشدد بكافة صوره"، فما الذي تم في هذا الإطار؟

ما لاحظته من قراءة الأهداف الثمانية للمجلس القومي لمكافحة الإرهاب أن جميعها تهدف لمواجهته، وهو أمر جيد، بل أن بعضها يشير إلى ضرورة نشر الخطاب الديني المعتدل وتعزيز مبدأ المواطنة. وهنا لابد من التأكيد أن مواجهة الإرهاب لن تتم بحملة إعلانات تليفزيونية لأن الإرهابي لا يشاهد هذه الإعلانات من أساسها.

الهدف الأول من أهداف المجلس القومي لمكافحة الإرهاب هو" إقرار إستراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخليا وخارجيا، وإقرار سياسات وخط وبرامج جميع أجهزة الدولة المعنية بما يحدد دورها وإلزامها بإجراءات الواجب اتخاذها لتكامل التنسيق معها وفق جداول زمنية محددة ومتابعة تنفيذ هذه الإستراتيجية"، وهذا جميل ولكن لابد أن يعلن المجلس القومي لمكافحة الإرهاب عن الإستراتيجية التي وضعها حتى يتكاتف الجميع لتحقيق هذه الإستراتيجية والقضاء على الإرهاب الذي يحصد خيرات بلدنا.

Advertisements
الجريدة الرسمية