رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المواجهة مع الإرهاب.. نداء إلى من يهمه الأمر


ليس هناك شك في أن أجهزة الأمن تؤدي دورها بكل ما أوتيت من قوة في المواجهة مع الإرهابيين من التكفيريين وصناع القنابل والعبوات الناسفة والانتحاريين، ولابد أن كل مصري شعر خلال الأيام الأخيرة بحجم التضحيات الكبيرة التي يقدمها رجال الأمن بكل فدائية ووطنية، ولا يهمهم أن يرتقي منهم الشهيد تلو الآخر حماية لمصر من شرور الإرهاب الأسود.


غير أن الإرهاب مقره الأول هو الدماغ وليس الشقق السكنية التي يتخفى فيها المتطرفون من ملاحقة قوات الأمن، الإرهاب يبدأ من فكرة، والأفكار لا تحدها حدود، ولا يمكن القبض عليها وإيداعها السجون؛ لهذا فإن المواجهة ينبغي أن تكون أشمل، إذ إن إرهابي الدرب الأحمر الحسن عبد الله لم يكن ليصبح إرهابيا لولا بذرة الفكرة التي استقرت في رأسه وحولته من شخص في ريعان الشباب ينتمى إلى أسرة ميسورة اقتصاديا إلى إرهابي خطير.

ولأن ما تواجهه مصر هو حرب شاملة فكريًا ودينيًا وسياسيًا، ولأن مكافحة الإرهاب هي حق من حقوق الإنسان، كما أكد الرئيس السيسي مرارا وتكرار، فإن الحل ليس فقط ضرورة الإسراع في التصدي لملف تجديد الخطاب الديني ولكن في إنشاء ما يمكن تسميته بـ "مراكز الحرب الفكرية"، التي أتصور أن وجودها مهم للغاية في مواجهة جذور التطرف والإرهاب، وترسيخ مفاهيم الدين السمح ومكافحة الحرب الفكرية التي تقودها دول وجماعات ضد مصر.

إنني أوجه هذا المقترح لمن يهمه أمر هذا البلد من أجل مواجهة ناجحة مع الإرهاب تتصدى لبذوره قبل أن تنبت فتخرج لنا أجيالًا أخرى من المتطرفين، ولا تواجه فقط من يحملون القنابل والأحزمة الناسفة، كما أن هذه المراكز التي أتصور أنه ينبغي إنشاؤها في عدد من مؤسسات الدولة ستعمل على التصدي للوعي المشوش في الداخل الذي يتعرض لتسونامي من الأفكار والمعلومات المغلوطة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و"تويتر"، ويصنع حالة من "المناعة الفكرية" تجاه ذلك.

كما أن من مهام هذه المراكز مخاطبة العالم باللغات الحية مثل الإنجليزية والفرنسية وغيرهما، وتوضيح حقيقة ما تتعرض له مصر، وكيف تخوض حربا شاملة على الإرهاب.. حفظ الله مصر من كل مكروه وسوء.
Advertisements
الجريدة الرسمية