رئيس التحرير
عصام كامل

ازدراء المسيحية.. جريمة في كتاب


اهتز وجداني ووجعني ضميري عندما شاهدت فيديو الإساءة إلى الدين المسيحي عن طريق عدد من الشباب الدارسين في الأزهر الشريف، غير أننى على يقين أن الفاعل الأصلي في هذه الجريمة المزعجة لا يمكن اختزاله في هؤلاء الشباب. الفاعل الأصلي في جهل يبثه البعض حول الآخر.. مجتمع تم تجريفه وتهميش قيمه الأصلية على مدار سنوات تسربت فيها الوهابية إلى ديارنا عبر عمال وصنايعية دفعتهم الحاجة إلى السفر والعمل بعد طغيان الحقبة النفطية في الخليج.


هذا الجهل تبثه جماعات تنتمي إلى هذا الدين الجديد. دين ينفى الآخر ويقصيه ويهمشه ويسخر من شعائره. دين يقوم على الصراع والانفراد بالحقيقة المطلقة ونفيها عن الآخر.. مدارس يسيطر عليها عائدون من جحيم الوهابية التي سقطت أخيرا في عقر دارها، وحسنا يفعل أولو الأمر هناك بالعودة إلى أصول الدين الحنيف. الدين الذي يحترم الآخر ويحترم شعائره ودينه، ولا يغالي في فكرة الاستفراد بالحقيقة. لكم دينكم ولي ديني.

مساجد تركناها لمتطرفين كفروا المسلمين والمسيحيين واليهود، وهجروا المجتمع، ووصفوا الحاكم بالفاسق والفاجر والكافر. تركناهم حتى قتلوا السادات وكافأناهم على جريمتهم، بأن لعبت الدولة معهم في مقايضة لم تكن نيران الإخوان آخر ما تطرحه على مجتمعنا، الذي لا يزال يحتفظ بما يتخلص منه الآخرون هناك، في البلاد التي أنتجت هذا الخبث المر. الفاعل كتاب ومدرسة ومعلم ومنبر وساحة متروكة لكل من أراد العبث بمقدساتنا وعلى رأسها قداسة الوحدة الوطنية.
الجريدة الرسمية