رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس شركة الدلتا لبنجر السكر: سعر السكر في أوروبا يعادل 40 جنيها.. «إحنا في نعمة»

فيتو

>> إنتاج 2.4 مليون طن طن سكر هذا العام
>> زيادة مساحة محصول البنجر لإنتاج السكر إلى 600 ألف فدان بزيادة 120 ألف فدان عن العام الماضي
>> حوافز تشجيعية للمزارعين لزراعة بنجر السكر.. ودعم «التقاوي» بـ80 مليون جنيه
>> الدولة تشجع الاستثمار في صناعة السكر.. ومصنع جديد على مساحة 180 ألف فدان باستثمارات إماراتية
>> إنتاج الشركة يباع في السوق الحر
>> حاليا لدينا اكتفاء ذاتي بنسبة 76 %.. ونعمل على تقليل الفجوة الاستيرادية
>> الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بنسبة 85 % خلال 5 سنوات
>> إنتاج 350 ألف طن سكر أبيض خلال 5 سنوات
>> 750 جنيها سعر شراء طن بنجر السكر من المزارعين



بدأت زراعة البنجر في مصر عام ١٩٨٠، وهو نفس العام الذي شهد وضع حجر الأساس لإنشاء شركة الدلتا للسكر من الرئيس الراحل أنور السادات، وكان استخدام البنجر في استخراج السكر أمرا غير مسبوق في ذلك الوقت، خاصة أن الاعتماد الكلي وقتها كان على محصول القصب.
"فيتو" التقت رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا لبنجر السكر، الدكتور أحمد أبو اليزيد، الذي كشف عن وجود خطة واضحة لتطوير وتشجيع الاستثمارات في صناعة السكر، لزيادة الإنتاج وتقليل الاستيراد من الخارج والوصول إلى اكتفاء ذاتي بنسبة 85% خلال 5 سنوات، مشيرا إلى وجود مخزون من السكر يكفى احتياجات المواطنين عدة أشهر بجانب إنتاج السكر المحلي حاليا.

وتحدث أبو اليزيد عن العديد من الملفات التي تهم مزارعي البنجر ومستهلكي السكر في مصر، فإلى نص الحوار:

◄بداية.. حدثنا عن معدل استهلاك مصر من السكر سنويا؟ 
يبلغ حجم استهلاك مصر نحو 3.3 مليون طن سكر سنويا، حيث يتم إنتاج نحو مليون طن سكر من محصول القصب، ويتم استخراج طن السكر من 12 طن قصب، كما يتم إنتاج نحو 1.2 مليون طن سكر من البنجر من مساحة تصل لنصف مليون فدان، ومتوقع مع زيادة المساحات المزروعة هذا العام أن تزيد الإنتاجية إلى 1.4 مليون طن، ولو أضفنا إنتاج سكر البنجر والقصب ستصل الإنتاجية إلى 2.4 مليون طن سكر هذا العام، وتحقق الاكتفاء الذاتي بنسبة 76 % وهذا أمر جيد لسد جزء كبير من الفجوة الاستيرادية.

◄وما إجمالي المساحات المزروعة من قصب السكر وبنجر السكر في الموسم الجديد؟ 
من المعروف أن السكر يتم إنتاجه من قصب السكر وبنجر السكر، ويبلغ إجمالي المساحات المزروعة بقصب السكر نحو ٣٧٥ ألف فدان، وجزء من المحصول يستخدم لإنتاج السكر والعسل الأسود، والجزء الآخر يتم توجيهه للاستخدام الطازج مثل العصائر وغيرها. 

حيث تبلغ إجمالي المساحة المزروعة من القصب المستخدمة في إنتاج السكر نحو ٢٤٢ ألف فدان، أما باقي المساحة توجه إلى الصناعات التكاملية الأخرى مثل: الأوراق والكحوليات والتقطير والتفل المستخدم كوقود حيوي والمولاس، الذي يدخل في صناعة الخمائر والمعجنات، أما المساحات المنزرعة بمحصول البنجر شهدت طفرة كبيرة في العام الحالي ٢٠١٨/٢٠١٩ حيث بلغت نحو ٦٠٠ ألف فدان، مقابل ٤٨٥ ألف فدان في العام الماضي أي بزيادة تقدر ١٢٠ ألف فدان خلال عام واحد.

◄لكن زراعة البنجر لم تكن تلقى إقبالا من المزارعين.. فهل هناك مميزات تقدمها الدولة لتشجيع المزارعين على زراعة بنجر السكر؟ 
تم تقديم مجموعة من الحوافز التشجيعية للمزارعين لحثهم على زراعة بنجر السكر من خلال الزراعة التعاقدية وهو نموذج جيد للزراعة، فتقوم شركة الدلتا للسكر بتسليم "تقاوي البنجر" للمزارعين بسعر مدعم يصل إلى ٧٥٪‏ من قيمتها، والتي تجعل سعر التقاوي رخيصا للغاية وهي إحدى وسائل تشجيع الفلاح، إضافة إلى أنه يتم مساعدة المزارعين بتجهيز التربة بالميكنة مثل تسوية الأرض وحرثها بالليزر أو الحصادات، كما نقوم بمدهم بالآلات والمعدات الزراعية تقريبا، كأنها خدمة مجانية، والمخصبات والمبيدات بسعر رمزي مدعم، فضلا عن تقديم الخدمات الإرشادية من خلال المهندسين الفنيين، وعند حصاد المحصول يتم نقله من المزرعة إلى المصنع مجانًا، وفي إطار الحوافز التشجيعية، يتم السماح بتوريد المحصول بنسبة شوائب 8%، ويتم تقديم حوافز أخرى على نظافة المحصول، إضافة إلى حافز الجودة، الخاصة بزيادة نسبة السكر في المحصول، وكلما زادت نسبة السكر في المحصول زاد سعر الطن. كل تلك الحوافز يجعل زراعة سكر البنجر بالنسبة للمزارع زراعة رابحة، ويزداد الإقبال كل عام على زراعة بنجر السكر.

◄وهل هناك توجه لدى الدولة للتوسع في استثمارات جديدة في صناعة السكر؟
تشجع الدولة الاستثمارات الجديدة في صناعة السكر، حيث وافقت الحكومة على تخصيص مساحة 180 ألف فدان غرب المنيا لشركة "قناة السكر" لإنشاء مصنع جديد لبنجر السكر على تلك المساحة باستثمارات إماراتية، وتم وضع حجر الأساس للمصنع للبدء في الإنشاءات، بالإضافة إلى التنافس بين الشركات فيما بينها للحصول على أكبر قدر من التعاقد مع الفلاحين لتشغيل المصنع وزيادة الكفاءة الإنتاجية.

كما قامت الدولة بتخصيص 20 ألف فدان في محافظة المنيا لوزارة الزراعة، لزراعة السكر، حيث نتم زراعة 500 فدان في غرب المنيا، في إطار خطة الدولة للتوسع في زراعة بنجر السكر في الأراضي الجديدة.

◄وكم عدد المصانع التي تنتج السكر المحلي في مصر؟
شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية إحدى شركات الشركة القابضة للصناعات الغذائية، برئاسة محمد عبد الرحيم، والتي تنتج السكر من القصب، ولديها 8 مصانع تابعة لها (أبو قرقاص، جرجا، نجع حمادي، دشنا، قوص، أرمنت، إدفو، كوم إمبو) والتي تتعامل مع محافظات الوجه القبلي.

وبالنسبة للبنجر، فلدينا مجموعتان من المصانع، الأولى تابعة للدولة وتضم 5 مصانع، وهي:(الدلتا للسكر، الدقهلية، الفيوم، النوبارية وأبو قرقاص للسكر)، حيث تمتلك الدولة حصة بها بنظام الشركات المساهمة، وتقوم بإنتاج السكر من البنجر. أما المجموعة الثانية فتتبع القطاع الخاص، وتضم 3 مصانع (سافولا، والنيل والنوران)، والتي سيتم افتتاحها في شهر مايو المقبل.

◄وهل يوجه إنتاج الشركة من السكر إلى المنظومة التموينية؟ 
إجمالي إنتاج الشركة يوجه كاملًا إلى السوق الحر، بينما شركة السكر والصناعات التكاملية التابعة للوزارة توجه بالكامل إلى وزارة التموين، إلا أنه في بعض الأحيان تقوم شركة الدلتا بتوجيه جزء من إنتاجها إلى المنظومة التموينية في حالات الضرورة فقط.

◄وما أسباب عدم توجيه إنتاج الشركة إلى وزارة التموين؟
يعود ذلك إلى أن الشركة مملوكة لعدة هيئات ومستثمرين منهم هيئة الأوقاف المصرية، مصر للتأمين، وبنك الاستثمار القومي، وبالتالي لسنا ملزمين على إعطاء كامل إنتاج الشركة للوزارة، إلا في حالة احتياج الدولة فستكون لها الأولوية في التوريد.

◄وكيف يتم تحديد أسعار بيع السكر سواء للموردين أو سعر بيعه للمستهلكين؟ 
شركة الدلتا للسكر شركة عامة مدرجة بالبورصة المصرية، وبالتالي فإن أسعار البيع تتحدد وفقًا للبورصة، خاصة أن السكر سلعة عالمية مثل القمح، يتم تحديد أسعاره السنوية من خلال البورصات العالمية، وبناء عليه يتم تحديد سعر البيع المحلي، إضافة إلى أسعار مدخلات الإنتاج.

◄وما خطة الدولة لتطوير صناعة السكر وزيادة معدلات الإنتاج؟
هناك توجه لدى الدولة ممثلة في وزارة التموين لتطوير صناعة السكر من خلال مجموعة عمل تضم وزارات الزراعة والصناعة والاستثمار، لوضع خطة إستراتيجية قومية، للنهوض بصناعة السكر في مصر، بداية من الزراعة وحتى الإنتاج.

وإستراتيجية الدولة بالنسبة لصناعة السكر تتمثل في زيادة الإنتاجية لمحصول القصب على المستوى الرأسي، الذي يزيد إنتاجية وحدة المساحة لتوفير المياه، حيث يتم العمل على تقليص المساحات المنزرعة مع زيادة إنتاجية المساحات القائمة للضعف، من خلال تطوير نظم الري وإدخال أصناف جديدة وحديثة، والاهتمام بالمكافحة والتمهيد والحصاد الآلي لتقليل التكلفة والهدر.


◄هل متوقع تكرار أزمة نقص السكر في الأسواق أو ارتفاع أسعاره كما حدث العام الماضي؟ 
لن نشهد أزمات نقص في سلعة السكر أو نقص في المعروض بالسوق المحلي مثل العام الماضي، والاحتياطي الإستراتيجي من السكر يكفي لمدة 5 شهور، أما بالنسبة لسعر السكر الحر، فهو متغير ويتأثر بأسعار البورصة العالمية للسكر، ولكن سعر سكر التموين ثابت وفقا للسعر الذي يحدده وزير التموين.

◄ولماذا سعر السكر المحلي أغلى من سعر السكر المستورد؟ 
لأن تكاليف الإنتاج في الدول الأوروبية تختلف عن تكاليف إنتاجنا، فسعر الخامة المستخدمة في صناعة السكر أرخص في أوروبا عن مصر، ويوجد فرق في سعر بنجر السكر في أوروبا عن مصر 13 يورو للطن، أي إن سعر طن بنجر السكر في مصر أغلى من أوروبا بـ 13 يورو.

◄وهل نقوم بإنتاج تقاوي بذور البنجر؟ 
نحن نستورد 100 % من بذور البنجر، لعدم توافر الظروف الجوية الملائمة لزراعته، ولكن تجري حاليا تجارب بحثية في سانت كاترين التي تتسم بالبرودة الشديدة لإنتاج تقاوي البنجر، بالتعاون مع مجلس المحاصيل السكرية، ومعهد بحوث المحاصيل السكرية وكليات الزراعة. 

◄ومتى نصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من السكر أو تقليل الفجوة الاستيرادية له؟ 
نحن حاليا لدينا اكتفاء ذاتي بنسبة 76 %، ونعمل على تقليل الفجوة الاستيرادية، والوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بنسبة 85 %، خلال 5 سنوات. 

◄وما خطة شركة الدلتا للسكر لتطوير إنتاج سكر البنجر وزيادة معدلاته؟ 
إنتاج الشركة من السكر يمثل 13 % من السوق المصري، ولدينا خطط تطوير تعكف الشركة على تنفيذها خلال الخمس سنوات القادمة لإنتاج ما لايقل عن 350 ألف طن سكر أبيض، وتم رفع كفاءة استقبال محصول البنجر من المزارعين. فقد تعاقدنا العام الماضي على استقبال المحصول من 91 ألف فدان، أما هذا الموسم الجديد، فتم التعاقد على 110 آلاف فدان، بزيادة 20 % عن العام الماضي. 
وتم تجهيز خطوط الإنتاج لاستيعاب هذا التطوير لرفع كفاءة الإنتاج، ولدينا مصنعان أو خطّا إنتاج على مساحة 105 أفدنة بمركز الحامول بكفر الشيخ، لإنتاج ما يقرب من 300 إلى 350 ألف طن سكر، ومن المستهدف استقبال كميات تقترب من 2.1 مليون طن بنجر طوال الموسم الحالي.

◄ومتى تنتهي الشركة من استقبال محصول البنجر من المزارعين لإنتاج سكر البنجر؟ 
نستقبل محصول البنجر من المزارعين حتى نهاية يونيو المقبل، ونتسلم يوميا 20 ألف طن لإنتاج 3 آلاف طن سكر يوميا، ويتم سداد مستحقات المزارع خلال أسبوع من استلام المحصول، حيث تم بدء تبكير موسم إنتاج السكر من البنجر هذا العام بنحو أسبوعين عن العام الماضي، بسبب نجاح الشركة في التعاقد على زيادة مساحات الأراضي المنزرعة بنجر في عروة التبكير. 

كما يتم أيضا إنتاج 120 ألف طن "تفل بنجر"، يستخدم في صناعة الأعلاف وكذلك إنتاج 110 آلاف طن مولاس، وذلك بكميات تزيد على العام الماضي بنحو أكثر من 20 ألف طن.

◄وما سعر شراء طن البنجر من المزارعين؟ 
يتم تحديد السعر بناءً على عدة عوامل، ولكن السعر الأساسي لطن البنجر 650 جنيها للطن، ويمكن أن يزيد سعره حتى يصل إلى 750 جنيها، حيث يحصل الفلاح على عدد من الحوافز، مثل دعم المزارع بالتقاوي "البذور"، وقد تحملت الشركة هذا العام دعما للتقاوي بـ 80 مليون جنيه. 

◄وما أسعار توريد طن السكر للموردين؟ 
الشركة لا تحدد أسعارا للمورد، لأنها تتوقف على عدة عوامل أهمها البورصة، وتشهد أسعار بورصة السكر انخفاضا شديدا، وما زال كيلو السكر أرخص أنواع السلع الإستراتيجية الخاصة بالطاقة، فيتراوح سعره للمستهلك ما بين 8 إلى 9 جنيهات للكيلو، مقارنة بأسعار السلع الأساسية الأخرى كالزيت، واللبن واللحوم وغيرها، كما أن سعر كيلو السكر في أوروبا يباع بما يعادل 40 جنيها مصريا، بينما سعر كيلو السكر في مصر في متناول الجميع "إحنا في نعمة".

الجريدة الرسمية