رئيس التحرير
عصام كامل

أكذوبة الجماعة المعتدلة!


من بين الوثائق التي عرضها في كتابه "مارك كورتيس" ما كتبه "أنجوس مكى" من وزارة الخارجية البريطانية في مذكرة عام ٢٠٠٩ قال فيها: إن جماعة الإخوان هي حركة دينية سياسية، لها صلات تاريخية بالإرهاب -الاغتيالات في الأربعينيات والخمسينيات- وحدث منظرها "سيد قطب" مفهوم الجهاد والوسط الفكري والسياسي والجغرافي الذي يتحرك فيه الإخوان، يعنى أنه سيكون هناك دوما أعضاء يمضون إلى نشاط أكثر عنفا، حتى الاٍرهاب.


ولذلك يرى المؤلف بعد استعراض عدد من الوثائق السرية البريطانية إلى أن المسئولين والوزراء البريطانيين كانوا يدركون تماما أن الإخوان وفروعهم ليسوا معتدلين أو إصلاحيين، مثلهم مثل أسلافهم في الخمسينيات الذين كانوا يتعاونون مع الإرهابيين، مع اختلاف تنظيم الإخوان في الألفية الجديدة عن تنظيمهم في الخمسينيات.

فهذا التنظيم صار أكثر تعقيدا وتنوعا. 

فهو شبكة من الفروع تمتد في نحو سبعين بلدا، وتضم تشكيلة واسعة من الآراء السياسية، ويمكن اعتبار أن الإخوان قد أعلنوا تخليهم عن الأنف من أجل المشاركة في العملية الانتخابية، لكن ذلك لا ينفي أن لهم علاقات وثيقة مع الاٍرهاب، وأن ما يجاهدون في سبيله، وهو دولة الخلافة، تفضي بأعضاء جماعتهم إلى المجموعات الأكثر عنفا.

أما ما لم يقله المؤلف "مارك كورتيس" فهو أن الإخوان لم يقدموا أي اعتذار عما ارتكبوه من عنف من قبل، بل إنهم ينكرون هذا العنف، ولذلك لا يمكن لأحد أن يصدق ادعاءاتهم بنبذ العنف، فضلا عن أنهم انخرطوا في عنف واسع فعلا وعلنًا بعد الإطاحة شعبيا بحكمهم عام ٢٠١٣، أي بعد صدور هذا الكتاب. وعنفهم هذا يحتاج لمجموعة من الكتب الجديدة لتسجيله، وتسجيل أيضا تواطؤ الأمريكان والغرب معهم.
الجريدة الرسمية