رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الدكتور محمد عبداللاه: السادات قال لي «حاكمت رجال عبد الناصر بتهمة الغباء السياسي»

فيتو

  • الفضائيات أسقطت مبارك وأفضل فتراته عندما كان الباز والفقي بجواره
  • السادات شهد على زواجي قبل اغتياله بـ48 ساعة.. وكشفت له عن قلقي عليه فقال: لن يستطيعوا الوصول لي
  • قابلت عبد الناصر في عام 1969 ولم أستطع النظر لعينه.. كان يشع منها تأثير يجبرك أن تنظر في الأرض
  • الجنزوري لم يكن مقتنعا بالخصخصة ولكن عاطف عبيد زاوج بين السلطة والمال والفساد
  • السادات اعترف لي: "لو خرج رجال عبد الناصر على الشعب ببيان أنني تنحيت لانتهى كل شيء"
  • رفضت طلب أنس الفقى بخروجي للإعلام لشرح كيف استطاع الحزب الوطني اكتساح الانتخابات في 2010
  • مبارك ترك الإخوان من منطلق خليهم قدامنا أحسن
  • بعد حرب الخليج 90 بدأت تحدث تغييرات في شخصية الرئيس مبارك
  • الحاج حسين عبد الناصر كان وراء رفع الحراسة عن أسرتي

أجرى
الحوار: محمد نوار
عدسة: حسام عيد

دخل عالم السياسة بمحض الصدفة، وانسحب منها بمحض إرادته، وبإملاء من ضميره الذي فرض عليه عدم المشاركة في جريمة تزوير انتخابات 2010 البرلمانية التي مهدت لثورة يناير 2011.
كان قريبا من دوائر صنع القرار في مصر خلال زمن عبد الناصر، وشارك في صناعة تلك القرارات خلال فترتي حكم السادات ومبارك، وكان عضوًا بالبرلمان منذ عهد سيد مرعي رئيس البرلمان الأسبق، وعاصر أربعة من رؤساء البرلمان، ترشح الدكتور محمد عبد اللاه القيادي السابق بالحزب الوطني الحاكم في زمن مبارك لمناصب وزارية 3 مرات لكن لم يتم اختياره، وكان أحد المقربين للسادات، وكان يعتبره أحد أبنائه، وحضر عقد قرانه قبل اغتياله بيومين، إلى درجة أنه كان الرئيس يبوح له بأسرار يكشفها في هذا الحوار المثير لـ "فيتو"، ومنها ما قاله له عن ثورة التصحيح في 15 مايو 1971 التي أطاح فيها برجال عبد الناصر لو أنهم أذكياء.. لكنهم أغبياء، لو أن وزير الإعلام خرج على الشعب ببيان أن الرئيس السادات تنحى عن الحكم لأسباب صحية لانتهى كل شيء، ستكون مشكلة أن أثبت للحرس أني مازلت رئيس الجمهورية خاصة أنهم يجمعون أقوى الوزارات، الدفاع والداخلية والإعلام ونائب رئيس الجمهورية، أنا حاكمتهم بتهمة الغباء السياسي. 
التقى جمال عبد الناصر في عام 1969، ويقول عن تفاصيل ذلك اللقاء "لم أستطع النظر لعينه التي كان يشع منها تأثير يجبرك أن تنظر في الأرض". اختاره مبارك لمنصب وكيل مجلس الشعب، وكان آخر اتصال له مع الرئيس في عام 2005 بعد رفضه الترشح لمجلس الشعب.. إنه الدكتور محمد عبد اللاه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب الوطني المنحل ومجلس الشعب الأسبق ورئيس جامعة الإسكندرية الأسبق، الذي ننفرد بنشر أسرار يكشف عنها لأول مرة عن علاقاته برؤساء مصر. 

ولد عبد اللاه وفي فمه ملعقة ذهب، وكان كما يقولون "ابن عز"، وعن ذلك يقول أنا إسكندراني من جذور تونسية، ولكني أبا عن جد إسكندراني، ولدت في فيلات، والتحقت بمدارس سان مارك التي تعد من أهم وأعرق المدارس الأجنبية في مصر، كنت من الشباب النادر الذي يملك سيارة أثناء الدراسة الجامعية، التي لم أشارك خلالها في أي أنشطة سياسية باستثناء الرياضة فقط... سافرت بعد تخرجي عام 1967 للدراسة على حساب أسرتي، ونظام الدراسة مشرف، والبحث في المكتبة بدون ضغوط الوقت، وهذا جعلني أتحمس للتقديم في للعمل في وكالة الأنباء الفرنسية، التي أعلنت عن حاجتها إلى محرر لمتابعة شئون النفط، وتم قبولي لإجادتي الفرنسية والإنجليزية والعربية، ويضيف عملي السياسي أثرا بالإيجاب على عملي الأكاديمي، وكانت دائما تعجبني كلمة الرئيس السادات: مش عايز أساتذة سبورة.

حرب اليمن وهزيمة يونيو
ورغم أن أسرته وضعت تحت الحراسة في زمن عبد الناصر عام 1962، وتم رفعها بقرار جمهوري عام 1964 بعد أن طلب الحاج حسين عبد الناصر إعادة النظر في موقف أسرته من الحراسة، إلا أنه رغم ذلك يقول "أنا من جيل يحب ويعشق عبد الناصر، وحلمنا معه بالكثير منذ تحدى الاستعمار في 1956 وترسخت زعامته الداخلية والعالمية، وفرحنا بالوحدة مع سوريا، لابد أن نعترف بأن حرب اليمن كانت من أسباب هزيمة 67، وأنها كانت أيضا مصدر قلق وإزعاج للكثير من الدول العربية، في لبنان اشتعلت الحرب الأهلية الأولى التي كان عنوانها بين الثورة والرجعية، الأردن أصبح على كف عفريت، سقوط الملكية في العراق، هروب 7 طيارين سعوديين بطائراتهم إلى مصر، وطلبهم حق اللجوء السياسي بدلا من ضرب الثوار في اليمن، وشعور الحاكم في السعودية بالذعر، وبأن عبد الناصر لو انتصر في اليمن يمكن أن يدخل بجيشه إلى السعودية.

وعن خروج الجماهير للشارع عند سماع قرار التنحي لعبد الناصر، يرى أن ذلك كان شيئا تلقائيا، أثبت الشعب المصري بفطرته ووعيه أنه أسبق من النخبة في التعبير عن إيمانه بوطنه، وأنه يرفض الهزيمة، ومتمسك بزعيمه الذي يعد استمراره طعنا في انتصار العدو.

زعامة ناصر
التقى عبد اللاه الزعيم جمال عبد الناصر في عام 1969 في أمر خاص، يقول عن تفاصيل ذلك اللقاء: "لم أستطع النظر لعينه التي كان يشع منها تأثير يجبرك أن تنظر في الأرض، علينا أن نقر أن زعامته تجاوزت الحدود"، وحول رؤيته لهزيمة يونيو 67 يقول: إنها حطمت أحلام كل أبناء جيله، ويستطرد "تخرجت في عام النكسة 67، وقد استيقظنا على كابوس رهيب". وعن علاقته بالرئيس السادات يقول، "ليس عملي مع السادات الذي كان يعاملني كأحد أولاده يعني أني ضد عبد الناصر، لا أؤله ولا أسفه، السادات له إنجازات وسلبيات كبيرة، وكل مرحلة لها وعليها.

تأميم قناة السويس
عبد اللاه من أكثر المؤمنين بقرار تأميم قناة السويس، ويستشهد في ذلك بمقولة موريس ديفرجيه أحد أكبر أساتذة السياسة والقانون في أوروبا: إن تأميم قناة السويس غير العلاقة بين العالم القديم والعالم الحديث، وأصبح الاتفاق على اقتسام العائد من البترول 50% في عام 1968، وهذا أحدث خوفا من تأميم البترول كما حدث مع قناة السويس، ويضيف ديفرجيه: لأول مرة نرى إذاعة حررت شعوب، إنها صوت العرب التي صدرت الثورة لتخترق الحدود، وأيضا يقول عن عبد الناصر: إنه يتميز بنزاهته الشخصية وسلوكه غير مبال للمظهرية، وحرصه على قواعد الشعب الفقراء. 
ولعبد اللاه حكاية جديرة بالرواية مع الرئيس الكوبي كاسترو يرويها بقوله: "في عام 1980 وفي كوبا كان هناك حوار حاد في البرلمان الكوبي، عندما استقبلنا الرئيس الكوبي كاسترو قال: كلامك يجعلني أرحلك فورا، ولكن لا يمكنني أن أرحل وفدا من بلد عبد الناصر.
ولا يخفي عبد اللاه إعجابه بشارل ديجول، ويرى أن العرب لا يمكنهم نسيان مواقفه الرائعة معهم، فقد قال لبن جوريون في وجهه: أنتم تدعون المسكنة، وأنتم شعب لا يبغى سوى السيطرة والتسلط، هذه الكلمات كانت مانشيتات كل الصحف في فرنسا. 

5 يونيو 73
"يوم 5 يونيو 1973 لا ينسى ولا يمحى من ذاكرة عبد اللاه، حيث يقول: لاحظت أن هناك اهتماما غير عادي بفيلم اسمه "لماذا إسرائيل؟" دعاية رهيبة، قررت مع عدد من المصريين أن ندخله معا، ولكن متفرقين في صالة العرض حتى نركز ودون أن يشعر بنا أحد، وبالفعل حدث وكان الفيلم عبارة عن جزء وثائقي لحوار يجريه "كلود اييه" الذراع اليمنى لجان بول سارتر، والفيلم من أول أحلام هرتزوج، آخر الفيلم كان بارليف نفسه الذي قال بعد عرض بعض صور خط بارليف الحصين إن تدمير هذا الخط يحتاج إلى قنبلة ذرية، الأسوأ هو صورة شابين يجلسان على الشط أحدهما يضع سلاحه على رجله وأمامه فتاة بدون حذاء وتلعب بساقيها في مياه القناة وخلفهما علم إسرائيل واضح وبحجم كبير، ومن بعيد يظهر العلم المصرى على الضفة الأخرى ويكاد يختفي مع الغروب، وهنا يسألهم بارليف نفسه: ألا تخشون من المصريين؟ قالوا : بعد اللي شافوه في يونيو 67 ولا بعد 50 سنة حتى يقفوا على رجليهم، هذا الحوار امتد سبعة دقائق كانت علينا دهرا، خرجنا من السينما لم يتحدث أحد مع الآخر ولو بكلمة واحدة، وعاد كل منا إلى بيته محبطا مكتئبا مما شاهده في هذا الفيلم.
وحدث أن رن تليفون المنزل الساعة الثانية ظهر السبت، رئيس التحرير يسألني إذا كنت في باريس أم خارجها، السبت إجازة وعادة تقضى خارج العاصمة، فأبلغته أنني في المنزل، فطلب مني الذهاب فورا إلى الوكالة، فسألته عن السبب، فأجاب بأن الحرب قامت، فقلت أي حرب؟ قال الحرب بينكم وإسرائيل، وأضاف سنعطي لقسم الاستماع السياسي مساحة أكبر وستترك متابعة النفط.
يومها نزلت مرتبكا ويدى ترتعش، لدرجة أنني لم أستطع تشغيل السيارة، فركبت سيارة أجرة، وعندما وصلت كان في وجهى زميل يهودي فقال: تاني..أنتم ما بتتعلموش..؟ وذلك لأن أول بيان صدر من إسرائيل يقول إن عددا من القوات المصرية حاولت عبور القناة وقامت القوات الإسرائيلية بالقضاء عليها، لم أستطع الرد حتى الساعة الخامسة، عندما بدأت البيانات العسكرية المدروسة الدقيقة، وفوجئت بأكثر من ثمانين من رؤساء الأقسام والزملاء يلتفون حولى لتهنئتى، لحظتها فقط شعرت بأن هناك نصرا كبيرا بدأت بشائره، شعرنا بالزهو والفخر وتغيرت معاملة الناس لنا تماما بعد انتصار أكتوبر.

الصدفة وراء العلاقة مع السادات
ربما لا يعرف الكثيرون أن الصدفة وحدها صنعت وصاغت علاقة عبد اللاه مع الرئيس السادات، حيث تغيب مترجم لقاء الرئيس مع رجال الأعمال الفرنسيين في باريس، وتطوع عبد اللاه بالترجمة بحكم خبرته، يروي عبد اللاه الحكاية من أولها بقوله: "في أول زيارة من السادات لفرنسا كانت بعد انتصار أكتوبر العظيم، حيث طلب الاجتماع مع عشرة من أفراد الجالية المصرية كنت أحدهم، بعدها كان هناك لقاء مع رجال الأعمال الفرنسيين وحضرناه نحن العشرة أيضا، وتأخر المترجم، مما أزعج السادات، فقال د.علي السمان للرئيس السادات: محمد ممكن يترجم.
سألني الرئيس: أنت مستعد، قلت: نعم مستعد وأضفت سيادة الرئيس سأكون أمينا جدا في نقل كل ما يقولونه لك، ولكن ما تقوله سأكون أمينا للمعنى وسأقوله بالأسلوب الذي سيفهمه الفرنسيون، قال: موافق.. وجميل، وانبسط السادات من اللقاء، وبعدها طلب أن أمر عليه في مقر إقامته في التاسعة مساء، وعندما ذهبت منعنى الأمن لعدم وجود تعليمات لهم، فهداني تفكيري إلى أن أسأل عن أشرف مروان وغرفته، وتحدثت تليفونيا وأخبرته، وأبلغ الرئيس السادات وإذن لي بالدخول إلى غرفته.

اللقاء الأول مع الرئيس
وعن تفاصيل الحوار الذي دار وكشف ما يجول بخاطر رئيس مصر المنتصر في حرب أكتوبر يجيب عبد اللاه: "وجدت الرئيس السادات ينظر من الشباك على المسلة المصرية والإضاءة حولها متأملا، ثم فاجأني قائلا: سألت عنك، وعرفت إن ظروفك لا تضطرك للبقاء في فرنسا، قلت: مبسوط بالعمل هنا في الجامعة بعد حصولي على الدكتوراه، وفي وكالة الأنباء وانزل مصر 4 مرات في السنة. 
قال السادات: أنا أحلم بعمل أشياء في مصر لن يستوعبها الكبار، وسألنى أنت كنت في منظمة الشباب، قلت: لا، قال: أحسن.. أنت عشت في الغرب وفاهم العقلية الغربية، ومصري وطني كنت بتشارك في المظاهرات وخلافه وصلني كل شيء عنك، تيجي مصر وتشتغل معايا.. أنت تنهي عقدك إمتى قلت: في نهاية يوليو، قال: خلص وترجع مصر وتكلمني.
لم ينتظر السادات حتى انتهاء عقد عبد اللاه في يونيو، حتى فوجئ عبد الله في الأسبوع الأول من يوليو بتليفون من سفير مصر في باريس يتصل ويسألني الرئاسة بتسأل متى سترجع مصر، وأضاف السفير "كنت في مصر واتصلت بمكتب الرئيس وطلب منى أصفى أموري في باريس وأعود".
عاد عبد اللاه بالفعل إلى مصر ليكون على موعد مع العمل السياسي، وليكون من المقربين من الرئيس السادات، وتكون علاقته به مباشرة وبدون وسطاء، حيث اختاره السادات لمناصب كثيرة، منها أمين الحزب في الإسكندرية، رئيس لجنة الشئون الخارجية في مجلس الشعب، كان يقول لي: مشكلتك إنك صغير وكان يقصد السن ومنصب الوزير.

قلب الرئيس ميت
السادات كان لديه ذكاء خارق بعكس ما يوحي للبعض، لديه رؤية نتفق أو نختلف ولكن يحمل رؤية، يملك قلبا ميتا ميالا للمغامرة، وهذا يجعلني أتذكر ما قاله عن 15 مايو 1971، قال: لو أنهم أذكياء.. لكنهم أغبياء، لو أن وزير الإعلام خرج على الشعب ببيان أن الرئيس السادات تنحى عن الحكم لأسباب صحية، كان انتهى كل شيء، وستكون مشكلة أن أثبت للحرس أننى مازلت رئيس الجمهورية خاصة أنهم يجمعون أقوى الوزارات، الدفاع والداخلية والإعلام ونائب رئيس الجمهورية، أنا حاكمتهم بتهمة الغباء السياسي، أعظم إنجازاته انتصار حرب أكتوبر، وليس صحيحا أن كامب ديفيد سلبية، الخطأ الأول للسادات هو التحالف مع التيارات الدينية لضرب اليسار والناصريين، والخطأ الثاني الانفتاح الذي كان عشوائيا-بدون صواميل- الموظف كان محترما لأن دخله كان يكفيه، عندما جاء الانفتاح أصبح دخل الموظف الذي يملك سلطة التوقيع غير قادر على الصرف على نفسه (هذه المشكلة لا تزال قائمة حتى الآن) وهذا يدعو للانحراف.
كان اهتمام السادات بقضية السلام وتركيزه على إتمام الانسحاب الإسرائيلي في 25 أبريل من سيناء، لدرجة أنه قال في 26 من أبريل سيبدأ عمل ثورة حقيقية في المجتمع المصري، لكن القدر لم يمهله، ويوم الرابع من أكتوبر قبل اغتياله بأقل من 48 ساعة، كان يشهد على عقد قراني في حي الزمالك، قلت: خللى بالك ياريس على نفسك، وقد حيا بعض المواطنين الذين كانوا في البلكونات، وقال: الأعمار بيد الله.. وبعدين هايطولونى فين؟!

أنا ومبارك
لم تنته علاقة عبد اللاه بالحزب الحاكم بعد اغتيال السادات، حيث اختاره الرئيس حسنى مبارك لمنصب وكيل مجلس الشعب ورشح له المستشار أحمد موسى وزير العدل السابق، وقال له: إنه صاحب خبرة وخاصة أن المجلس به معارضة قوية، وأضاف: "بعد حرب الخليج 90 بدأت تحدث تغييرات في شخصية الرئيس مبارك، ربما ثقة بالنفس أكثر من اللازم، ومع هذا كان يتابع، ويتصل بي وغيري للسؤال عن رأي قلته في مجلس الشعب، وكان يتصل بناس من خارج الحكومة لأخذ رأيهم، ولكن كل هذا انتهى من بداية عام 2000، وأنا شخصيا كان آخر اتصال في عام 2005، يناقشني في رفضي الترشح لمجلس الشعب، وقلت إن الأمور لم تعد تصب في الرئاسة فقط، وعندما جاء 108 معارضين لمجلس الشعب أعطوا روحا للحوار وفي النهاية أنت تملك الأغلبية.

تزوير الانتخابات وإرهاصات يناير
لم يكن عبد اللاه بعيدا عن أحداث تزوير انتخابات عام 2010 والتي مهدت الأرضية لثورة يناير، بل يكشف الرجل أسرارا جديدة عن تلك الفترة بقوله: "الكارثة في انتخابات 2010 أنها استبعدت المعارضة تماما من المشهد السياسي، ويومها تحدث معي وزير الإعلام أنس الفقى وعبداللطيف المناوى موجود، محاولا خروجى للإعلام لشرح كيف استطاع الحزب الوطنى اكتساح الانتخابات؟ وقال وزير الإعلام لى: لأنك وجه مقبول من كل الاتجاهات! ورفضت بالطبع لأنى لا أستطيع أن أدافع عن شيء أرى أنه يسئ لمصر والنظام، الانتخابات كانت مسئولية أحمد عز وآخرين -جمال مبارك– لأنه أراد أن يؤكد أنه قوي ومسيطر، وكانت النتيجة كارثة، الصورة الأخيرة كان كل واحد في مكان يفعل ما يريد حسب كيفه، بالإضافة إلى المبالغة في أن هناك مجموعة تنهب مصر، وهذا الإحساس وصل إلى الشعب ففقد الثقة في النظام.

مظاهر توحي بالتوريث
كيف كانت طبيعة علاقة عبداللاه بنجل الرئيس، وهل كان هناك بالفعل اتجاه للتوريث؟ يرد عبد اللاه "جمال مبارك جاء من أجل تطوير الحزب الوطني، معظم أفكاره نظرية، وهذا لا يمنع من أن هناك بعض الإيجابيات، أما عن التوريث فقد كان هناك مشهد مظاهره توحي بالتوريث، ولكن للتاريخ لم يحدث أن تحدث معنا أحد مطلقا في هذا الأمر". 
وعن علاقة مبارك بالجماعة الإرهابية، يرد عبد اللاه "مبارك ترك الإخوان من منطلق خليهم على الساحة أفضل مفيش مشكلة، رغم أن الدستور به مادة تحظر تكوين حزب على أساس ديني، وبالتالي كان يمكن منعهم، الطريف أنها سميت الجماعة المحظورة، وكل القنوات الفضائية يظهر عليها أعضاؤها، مبارك في أمور كثيرة كان يميل إلى التهدئة والمماطلة، وليس المواجهة حتى في 25 يناير لو أنه أقال وزير الداخلية يوم 25 يناير كان أفشل الأحداث، ولكن أشهد أنه رجل وطني حريص على الأمن القومي، وأرى أن الأمريكان كان لهم يد في تلك الثورة.

سقوط مبارك
عصر مبارك هو عصر الفرص الضائعة، كان يمكن تبنى نهضة صناعية واجتماعية، ولكن البطء في التحرك أو الترهل الذي أصاب النظام أفسد المجتمع بعدم الفصل ودمج أصحاب السلطة بأصحاب المال، والكلامنجية الذين أقنعوا مبارك بالفضائيات التي ساهمت في إسقاطه، وأفضل فتراته عندما كان أسامة الباز ومصطفى الفقى بجواره، وعن الخصخصة يقول إنها مرت بعدد من المراحل، منها د.كمال الجنزورى الذي كان غير مقتنع بها ولكنه نفذها بشكل محدود، أما عاطف عبيد فأطلق الخصخصة بلا ضوابط وظهر الكثير من الفساد.

وزير 3 مرات
عبد اللاه تم اختياره للوزارة ثلاث مرات في عهد كمال حسن على وزير سياحة وطيران، وهنأه إبراهيم نافع، والمرة الثانية في عهد د.عاطف صدقى وزير تعاون دولى وكلمه د.رفعت المحجوب في وجود أسامة الباز، والمرة الأخيرة في آخر تشكيل لوزارة عاطف صدقى وزير دولة للشئون الخارجية، وخرجت صحيفة العربى الناصرى بمانشيت: "عمرو موسى يعترض على محمد عبداللاه لوزارة الدولة للشئون الخارجية".

30 يونيو ثورة حتمية
كيف يرى عبد اللاه ثورة 30 يونيو والرئيس السيسي يجيب: 30 يونيو كانت ضرورة وحتمية، لقد اعتبر الإخوان مصر جماعة وليست دولة، وخرج الشعب تلقائيا لاستعادة الوطن والرغبة في الاستقرار، ويؤخذ على ما بعد 25 يناير غياب الأحزاب التي وصل عددها 103، ولكن لم يكن لها وجود مطلقا.
أما السيسي فقد استمد شعبيته بعيدا عن الأحزاب، ويرى أن رئيس الدولة لابد أن يكون بعيدا عن الأحزاب حتى لو جاء من خلال أحد الأحزاب، وأنا متفائل لأن علاقاتنا العربية أفضل، والأفريقية أفضل، والساحة العالمية أفضل.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية