رئيس التحرير
عصام كامل

«ماكرون» وزيارته لمصر


بعض الانتقادات التي وجهت صحفيا للرئيس الفرنسي "ماكرون" داخل بلاده بسبب زيارته لمصر تأتى في إطار الصراع السياسي الدائر الآن داخل فرنسا بعد انفجار احتجاجات أصحاب السترات الخضراء.. أي أن المستهدف هو الرئيس الفرنسي نفسه وليس مصر!.


فقد استدعى أصحاب هذه الانتقادات ملفات حقوق الإنسان في مصر لإحراج "ماكرون"، الذي لم بنجح حتى الآن في وقف الاحتجاجات داخل بلاده، رغم كل ما اتخذه من قرارات، وتراجعه عن قرارات أخرى، وفتح حوار وطنى حول السياسات الاقتصادية والاجتماعية.. فإن اللافت للانتباه أنه لا يوجد حدث جديد يتعلق بحقوق الإنسان داخل مصر يستدعي تلك الانتقادات التي وجهت لـ"ماكرون" لزيارته لمصر. 

وهى الزيارة المحددة منذ وقت ليس بالقصير، خاصة أن بعض أصحاب هذه الانتقادات استدعوا الأجواء التي سادت الأوساط السياسية الحاكمة في أوروبا تجاه مصر بعد الثالث من يوليو ٢٠١٣، عندما تم إنهاء حكم الإخوان الفاشى المستبد، والتي هددت فيها بوقف تصدير السلاح والمعدات التي تحتاج إليها الشرطة إلى مصر.

لقد وجد هؤلاء في زيارة "ماكرون" لمصر فرصةَ لاستثمارها ضده، مثلما فعلوا مع الاتفاق الذي أبرمه مع ألمانيا مؤخرا، والذي اعتبروه تفريطا منه في السيادة الفرنسية، خاصة أن البعض داخل فرنسا -اليمين المتطرف- يريد محاكاة بريطانيا في الانفصال من الاتحاد الأوروبي، رغم أن ما جاء لـ"ماكرون" إلى مصر هي المصالح الفرنسية أساسا، والتي تتحقق بالتعاون العسكري وبيع السلاح الفرنسي لمصر، وتسوية الأزمة الليبية، في ظل التقارب الفرنسي المصرى في المواقف تجاه المسألة الليبية.

ولعل هذا يفسر لماذا تضمنت زيارة "ماكرون" لمصر ترتيب لقاء مع بعض من يعملون في المجال الحقوقى والمجتمع المدنى.
الجريدة الرسمية