رئيس التحرير
عصام كامل

إنْ لم تستحِ فاكتبْ ما شئت


هلل الكاتب الكبير وخطَّ بيمينه مقالًا مطولًا، ابتهاجًا بتقرير لجنة وزارة التضامن الاجتماعي، بشأن حزمة المخالفات المنسوبة لإدارة مستشفى 57357، التي انفردتُ بنشرها على صفحات "فيتو" بدءًا من 29 مايو الماضي، وكشفتُ خلالها عوارًا كبيرًا في إدارة التبرعات المليارية التي يتبرع بها أهل الخير، بهدف توفير العلاج للأطفال المصابين بمرض السرطان، وليس لمآرب أخرى يعرفها الدكتور "شريف أبو النجا" والذين معه والكاتب إياه، معرفةً جيدةً.


الكاتب المُتلون صاحب المبادئ المزيفة، لا يخجل من شرعنة الباطل، فيكاد يزغرد فرحًا بتقرير يعلم قبل غيره، أنه مطعون في صحته ابتداءً وانتهاءً، لأن وزارة التضامن الاجتماعي جعلت من نفسها خصمًا وحكمًا في آن واحد، ولم تُكلف نفسها عناء استدعائي، لتفحص ما أملكه من مستندات كاشفة ومعلومات دالة على كل حرف نشرته بخصوص الإدارة غير الرشيدة لأموال التبرعات التي لم أسعَ لوقفها، كما ردد المزايدون- لكن سعيتُ فقط لضبط مسارات إنفاقها، حتى لا يضيع معظمها على غير الهدف النبيل الذي دفع المتبرعين إلى التبرع بها.

الكاتب الكبير قفز فوق كل الحقائق، وتجاوز حدود المنطق، عندما قال – فُضَّ فوه- إنه لم يُشك يومًا في أنهم "أبو النجا ورفاقه" شرفاء، قبل أن يستطرد: "من حق شريف أبو النجا أن يحصل على حقه بالطريقة التي يُريدها".. ولا أدري عن أي حقوق يتحدث الكاتب الكبير ولا أية طريقة يقصد.

وأسأل الكاتب الكبير: هل كلفتُ نفسك أولًا بمطالعة جميع الحلقات التي نشرتها على صفحات "فيتو" من وثائق ومستندات، منذ العدد 316 الصادر في 29 الماضي؟ ألهذه الدرجة.. بلغت ثقتك بـ"أبو النجا" مبلغًا كبيرًا حتى تكاد تنزهه عن الوقوع في الخطأ، ولو بحُسن نية؟ هل بلغك ما اعترف "شريف أبو النجا" به لرئيس تحرير "فيتو" عصام كامل" من صحة ما نشرناه، وعدم تكذيبه حرفًا واحدًا، ومطالبته بالتوقف عن النشر، مُلوحًا بأمور أنت تعلمها وتُدركها وتُروج لها أحيانًا؟ هل بلغك رد "عصام كامل" على "شريف أبو النجا" بالرفض الكامل لتهديدات المذكور تارة وإغراءاته تارة أخرى؟

كان رد "عصام كامل" على "أبو النجا" هو رد أي كاتب شريف يحمل ضميرًا حيًا ونظافة وطهارة يد، حيث تجاهل "أبو النجا" بتهديداته وإغراءاته، ولم يفكر يومًا في تعطيل حملتى الصحفية، التي فضحتُ فيها الأرقام الهائلة المهدرة في بنود الإعلانات والأجور، وبنود أخرى تعلمها جيدًا وربما تستفيد وتنهل منها، في الوقت الذي يتم فيه تخصيص 200 مليون جنيه فقط لبند العلاج بجميع مشتملاته!

هل بلغك – أيها الكاتب المغوار- أن الجهة الإدارية المسئولة عن إصدار ما أسميته "صك البراءة"، هي الجهة ذاتها، التي تلاعبت لمصلحة "أبو النجا"، لتجعل منه مالكًا للمستشفى وجعلت منه مؤسسًا بشخصه بالمخالفة للقانون واللائحة.. وهي تعلم أن أموال وأصول المؤسسة تؤول للمؤسسين، إن أرادوا تصفيته؟

هل ترى- أيها الكاتب- أن من حق "أبو النجا" أن يمتلك المستشفى وأن يستبيح أموال التبرعات دون ضابط أو رابط أو رقيب؟
هل ترضى- أيها الكاتب- أن يتحول ابنك أو حفيدك – لا قدر الله- لفأر تجارب لأدوية رفضت دولة المنشأ "أمريكا" تجربتها هناك؟
أيها الكاتب الكبير.. دعك من الفلوس، ودعك من التزوير، ودعك من كل شيء.. ألا تشعر بوخز الضمير، ولن أقول الخجل، مما تسميه صك البراءة"، أتخدعُ نفسك أم تخدع قُراءك؟

لقد قلتُ كلمتي، ولم أكن أبغي من ورائها جزاءً ولا شكورًا، لكن أردتُ إصلاح وضع مخجل، وما زلتُ مستمرًا في طريقي حتى النهاية، لا أخشى إلا الله، فهو العالم بصدق النوايا، المُطلع على ما تخفيه الصدور، ومستعد أيضًا للاعتذار إذا ثبت أني أخطأت في حرف واحد مما نشرته، فمثلي لا يُكابر في الخطأ ولا يُصر عليه، ورصيدي المهني الحافل يشهد بذلك، ويقطع الطريق على المزايدين والمستفيدين من "أبو النجا".
وعلى أية حال، أيها الكاتب الذي كنت أظنك مغوارًا وأمينًا مع قرائك- إن لم تستحِ، فاكتبْ ما شئت.
الجريدة الرسمية