رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القفاصون.. مهنة يدوية أوشكت على الانقراض بالدقهلية (صور)

فيتو

الجرايدية أو القفاصين صناعة يدوية أوشكت على الانقراض لما تحتاجه من مجهودات بدنية شاقة، ويهرب منها الجيل الجديد فلا نجد إقبالا من الأبناء لتعلمها مثل أبائهم.


فعندما تطؤ قدماك شارع البوسطة والسوق بمدينة الجمالية في محافظة الدقهلية تجد أبناء عائلة بركات يعملون بمهنة القفاصين المهنة اليدوية التي توارثوها من آبائهم وأجدادهم، لكن تجدهم ممن تجاوزو الأربعين عاما ولم يقبل على تعلم المهنة من هم دون العشرين؛ لما يشوبها من صعوبات وكونها إحدى الصناعات اليدوية الشاقة فضلا عن أنها أصبحت صناعة غير مربحة.

وأكد محمد حمدان، 40 عاما، ومقيم الجمالية أنه توارث مهنة صناعة الأقفاص باستخدام الجريد أبا عن جد منذ الصغر وأنهم يعيشون حياتهم بين أعواد الجريد وتقطيعه، مشيرا إلى أن موسم العمل طوال العام لكن ذروته نصف العام والنصف الآخر يعتمد على العرض والطلب بالأسواق.

وأوضح حمدان، أن مهنة القفاص هي مصدر رزقه الوحيد، مشيرا إلى أنه لم يرزق بولد وله بنتين والمهنة بحاجة لكثرة الأيادي كي تنتعش، لكن لم نجد إقبالا عليها من الشباب لكونها مهنة تعتمد على العضلات والقوة الجسمانية وإحدى المهن الشاقة.

وقال حمدان، إنهم يحصلون على الجريد من دمياط ويقومون بتنظيفه من الورق الأخضر "مرحلة التنجير" ويستخدم في صناعة الكرينة وتنجيد الكنب، مؤكدا ارتفاع أسعار الجريد تزامنا مع عزوف التجار والأهالي عن شراء منتجاتهم مقابل الأقفاص البلاستيكية، مشيرا إلى أن أسعار الجريد تتراوح من 500 جنيه إلى 1300 جنيه، وقد يصل سعره إلى 2500 جنيه حسب حجم الجريد ومكان المنبع.

وأضاف: "أبناء المهنة تركوها في ظل عزوف المواطنين والتجار عن منتجاتها وبحثوا عن أعمال أخرى تكون أكثر ربحا لتساعدهم على مشقة الحياة وأعباء المعيشة"، مشيرا إلى قلة الطلب على السلعة ومعاناتهم من كساد بضائعهم.

وبأدوات بدائية وبسيطة كالمنجل "السلاح" والسندان الخشبي "الأرمة" التقينا بـ"أسعد حمدان الدسوقى"، 51 عاما، يقوم بصناعة وتركيب القطع الجريدية ليصنع قفصا يستخدم في حمل الفاكهة والخضراوات مشيرا إلى مراحل التصنيع التي تبدأ بالتنجير والتقطيع وفقا للمقاسات وعمل ثقوب به وتجميع القفص، مشيرا إلى أن الصناعة مستمرة حسب الطلب عليها والمهنة بحاجة لفتح سوق التصدير للتصدي لانقراض المهنة.

وقال عبد الحميد أبو النصر بركات، 62 سنة: "نعمل في صناعة وتصنيع الجريد منذ الطفولة وهي عمل شاق ومتعب ولا نستطيع فتح منزل"، مشيرا إلى أنه كان موظفا وخرج بالمعاش على درجة مدير عام وهو ماجعله مستمرا في العمل بالجريد لعشقه للعمل به.
واحترف بركات صناعة الكراسي والترابيزات وأبراج الحمام، مشيرا إلى قص وتشكيل الجريد كما يعمل الحدادين بتشكيل المعادن والحديد بتقطيعها لمقاسات مختلفة وكل تشغيلة تحتاج إلى قطع مختلفة الأطوال، فالكرسي مثلا يصنع من 16 مقاسا مختلفا من الجريد.

وأضاف بركات: "القفص هو أصعب المشغولات وأصعب من صناعة الكرسي، وتكمن صعوبة صناعة الأقفاص في كثرة الثقوب ورثت المهنة واتقنتها جيدا ولي زبوني، ويصل سعر الكرسي إلى 150 جنيها".
Advertisements
الجريدة الرسمية