رئيس التحرير
عصام كامل

«ذبح البيض».. دعوات لفصل دموي جديد في جنوب أفريقيا

فيتو

دعا زعيم حزب سياسي في جنوب أفريقيا، إلى قتل النساء والأطفال البيض، ردا على صناعة سيارات الأجرة التي تتسبب في قتل السود.

بلاك فيرست


وفق صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، تحدث أنديل مونجكسيتاما، رئيس حزب «بلاك فيرست لاند فيرست»، في اجتماع حاشد في نهاية الأسبوع بالقرب من مدينة جوهانسبرج، قائلا: "مقابل كل شخص تقتله صناعة سيارات الأجرة، سنقتل خمسة أشخاص من البيض".

وأضاف: "سنقتل النساء، وسنقتل أطفالهن، وسنقتل أي شخص نجده في طريقنا، وسنقتل كلابهم، وسنقتل قططهم، وسنقتل أي شيء".

من جانبه قال زيزى كودوا المتحدث باسم المؤتمر الوطنى الافريقى الحاكم: "إن دعوات قتل البيض تظهر مدى جهل مونجكسيتاما بتاريخ هذا البلد".

كما طالب المؤتمر الوطني الأفريقي لجنة جنوب أفريقيا لحقوق الإنسان بالتحقيق في هذه الدعوات المتطرفة.

فجوة طبقية


وشهدت جنوب أفريقيا عددا من الحوادث ذات الطابع العنصري على مدار السنوات الماضية؛ الأمر الذي يهدد الاستقرار الاجتماعي بعد أكثر من عقدين على إلغاء نظام التمييز العنصري «أبرثايد» في هذا البلد.

وتزداد الفجوة بين الفقراء والأغنياء اتساعًا، ما أنتج واحدة من أكبر حالات عدم المساواة في العالم، إذ تشير أرقام البنك الدولي إلى أن البيض في جنوب أفريقيا لايزالون يسيطرون على مفاصل الاقتصاد، ومواردهم أكبر ست مرات من موارد نظرائهم السود.

ويرى مراقبون أن ثمن استيعاب الأقلية البيضاء في الدولة الجديدة ــ ما بعد التمييز ــ جاء على حساب العنصر الأسود الذي يشكل الغالبية.

كما أن سياسيين في البرلمان يرون أن عددًا كبيرًا من البيض راضون عن هذه الحال، لأن ذلك يصب في مصلحتهم، ويأتي ذلك في الوقت الذي تصاعدت أصوات تدعو إلى ضرورة تحقيق العدالة في توزيع الثروات، والمساواة في فرص العمل، وتغيير النظرة السلبية والدونية إلى أصحاب البشرة السمراء.

نظام الأبارتيد

في 29 يونيو 1949 تم تطبيق سياسة الفصل العنصري «الأبارتيد» في جنوب أفريقيا من قبل الأقلية البيضاء الحاكمة، وكان يبلغ عدد السكان البيض في ذلك الوقت 5 ملايين نسمة مقابل 25 مليون نسمة من البانتو «أصحاب البشرة السوداء» و4 ملايين نسمة من السكان الملونين -المنحدرين من أب أبيض وأم من أصحاب البشرة السوداء- والهنود؛ أي إن إجمالي عدد السكان غير البيض في جنوب أفريقيا يقترب من 29 مليون نسمة عانوا سياسة الأبارتيد طوال ما يقرب من نصف قرن.

وخلال فترة الثمانينيات توالى فرض الضغوط الدولية على جنوب أفريقيا مما دفعها إلى إلغاء العديد من قوانين التفرقة، وفي عام 1989 أجبر الرئيس بوتا للتنحي، وتولية محلة الرئيس دي كليرك الذي أسقط باقي قوانين التفرقة العنصرية، وتم إعداد دستور جديد عام 1990 والذي منح المواطنين ذوي البشرة السوداء حق الاقتراع مع باقي الأقليات، والذي دخل حيز التنفيذ عام 1994 بإجراء أول انتخابات تشارك بها الأغلبية السمراء ويفوز حزب المؤتمر بالأغلبية وحق تشكيل الحكومة، ليضع نهاية نظام الفصل العنصري واضطهاد الأفارقة وباقي الأقليات.



الجريدة الرسمية