رئيس التحرير
عصام كامل

ميزانية الدفاع الأمريكية ضحية صراع «الفيل والحمار» في الكونجرس

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يبدو أن ميزانية الدفاع الأمريكية ستكون الضحية الأولى لخلافات الديموقراطيين والجمهوريين داخل الكونجرس الأمريكى، حيث يدافع كل طرف منهما عن توجهه نحوها ويسعى لتطبيق وجهة نظره ليعلن انتصاره على الطرف الآخر.


وفق مركز «بروكنجز» للأبحاث، أنه بعد عامين من الحكم الجمهوري الموحد، سيكون الكونجرس المنقسّم، مع الديمقراطيين في أغلبية مجلس النواب والجمهوريين في الأغلبية في مجلس الشيوخ، مسئولا الآن عن إدارة كتاب الأمة، ووضع أولويات الولايات المتحدة الدفاعية المتزايدة التعقيد والتكلفة.

ميول رقابية
على الرغم من الميل الأيديولوجي الأكثر تقدمية للحزب الديمقراطي منذ آخر انتخابات له في مجلس النواب من عام 2007 إلى عام 2011، وقبل التغييرات في قيادة لجنة الدفاع، فمن غير المرجح أن يقود مجلس النواب جدلا كبيرا حول التخفيضات الكبيرة في الإنفاق الدفاعي ولكن قراراتهم ستتركز على الأرجح على قدر أكبر من الرقابة على قرارات وموظفي سياسة الأمن القومي.

أولويات الدفاع
وضع وزير الدفاع جيمس ماتيس، صياغة لإستراتيجية دفاعية وطنية جديدة تركز بشكل أساسي على منافسة القوى العظمى، تحولت في اهتماماتها عن عمليات مكافحة التمرد التي طال أمدها، والتي بدأت في عهد الرئيس أوباما، وتطالب أن تستثمر الولايات المتحدة موارد كافية في استحداث قوة قادرة على ردع ومقاومة القوة الصينية والروسية.

وبالنظر إلى تكلفة الدفاع عن الاقتصاد الوطني، ما يقرب من 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بما في ذلك العمليات الطارئة رأت المركز البحثي أن الولايات المتحدة قادرة على تحمل ذلك طالما أن صناع السياسة ينفقون أموال دافعي الضرائب بحكمة ويركزون على منافسة القوى العظمى المفصلية في أحدث وثيقة إستراتيجية الدفاع الوطني.

مشاحنات المتنافسين
حذر الخبراء من المشاحنات في الكونجرس، قبيل اعتماد الميزانية المقبلة بين الديمقراطيين في مجلس النواب وإدارة ترامب بشأن المسائل الإستراتيجية.

في خلال إدارة أوباما كان هناك إجماع بين الحزبين حول الحاجة إلى تحديث مركبات التسليم النووي والبنية التحتية الوطنية، لكن هذا الإجماع بدأ يتلاشى الآن.

كانت أحد الأسباب التي أدت إلى تلاشي الإجماع هو السعر المحتمل لبرنامج التحديث، الذي يمكن أن يكلف 1.2 تريليون دولار على مدار الثلاثين عامًا القادمة، والسبب الآخر هو دعوة إدارة ترامب في أحدث مراجعة للوضع النووي للقدرات الجديدة ذات العائد المنخفض، والتي تسببت في تراجع كبير من بعض ديمقراطيي الكونجرس.

في الوقت ذاته يعود تعثر الإجماع بين الحزبين حول التحديث النووي جزئيًا إلى اعتقاد الديمقراطيين بأن إدارة ترامب معادية لفكرة الحد من الأسلحة ذاتها، وفيما يتعلق بأمن الفضاء فسيكون من الصعب أيضا إقناع الديمقراطيين في الكونجرس المنتخب حديثا بتمويله بعد أن حولها ترامب إلى قضية حزبية على الرغم من مشكلة القدرات الصاروخية الروسية والصينية، ومن غير المرجح أن يكون هناك دعم كبير للدفاعات الصاروخية الفضائية في الغالبية القادمة من الأغلبية الديمقراطية.
الجريدة الرسمية