رئيس التحرير
عصام كامل

تأديب وتهذيب الصحفيين !


الأهم من حصول صحفي شبكة سى إن إن على حكم قضائى بالعودة إلى البيت الأبيض واسترداد بطاقة دخوله، بعد طرده وسحب البطاقة منه، هو رد فعل الرئيس ترامب على ذلك، خاصة وأن الصحفي حظى بدعم ومساندة زملائه.. فقد أعلن ترامب أنه سوف يطرد هذا الصحفي مجددا إذا أساء السلوك، كما قال.. والأكثر من ذلك أعلن ترامب أن البيت الأبيض سوف يعد مدونة سلوك للصحفيين الذين يدخلونه ويتعاملون معه، ويحاسب من يخرجون عن ذلك!


وهكذا ترامب لا يتراجع في معركته مع الصحافة والإعلام، بل إنه يجدد عزمه الاستمرار فيها وبقوة أكثر، رغم انتصار القضاء للصحافة ضده، وتضامن الصحفيين مع زميلهم، واستعدادهم لمقاطعة البيت الأبيض.. بل إنه يخطو خطوة أشد في هذه المعركة بإعلانه الجديد هذا حول ما يمكن اعتباره تهذيبا وتأديبا للصحفيين!

والأغلب أن ترامب مهما فعل أو تمادى في هذه المعركة التي تتصاعد حدة منذ اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض، لن يكسبها، وسوف تلحق به المزيد من الخسائر.. فهو لا يقدر على التعرض لمقاطعة شبه كاملة من الصحافة والإعلام.. ولا يستطيع الاستغناء عن الصحافة والإعلام، بتغريداته الإلكترونية، وأن يفيده المضى قدما في تهجمه على الصحافة والصحفيين والإعلاميين الذي صار الآن سلوكا يوميا له..

وليتذكر ترامب أنه لم ينجح حاكم واحد في العالم في تهذيب وتأديب الصحفيين، سواء بالإكراه أو بالإغراء، وحتى وان استمال أو اشترى بعضهم.
الجريدة الرسمية