رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نريد أن نحيا في سلام.. وكفى!


رسائل منتدى شباب العالم كانت كثيرة ومتنوعة؛ فهو يبعث برسالة سلام ومحبة للعالم أجمع بمثل هذا التنوع الكبير في أجناس وأعراق ولغات وثقافات وانطباعات شباب جاءوا من 160 دولة ليشاركوا في فعالياته التي استمرت 4 أيام، ويتبارون في نقاشات وتفاعلات متبادلة بفرص متساوية بلا تمييز ولا تفاضل ليتحقق التكافؤ والمساواة في أبهى صورهما..


كما بعث المنتدى برسالة أمل وتفاؤل بمستقبل العالم الذي سيصبح هؤلاء الشباب الواعي وأبناء جيلهم هم قادته وصناعه.. أما الأمل فمبعثه روح التكاتف والتضامن والتوافق والوعي الذي أظهره هؤلاء الشباب الذين أجمعوا على ضرورة القضاء على الإرهاب والعنف والفكر المتطرف، وردع أعداء الإنسانية المتآمرين المتورطين في تمويل الإرهاب وعملياته القذرة..

أما التفاؤل فمرده تلك الحيوية المدهشة والتألق البديع الذي بدا عليه شباب المنتدى الذين أبهروا الدنيا بأطروحاتهم ورؤاهم العميقة وكلماتهم الخلاقة وتلاقيهم وحكاياتهم المؤثرة والمؤلمة التي تعبر بوضوح عما آلت إليه أحوال البشرية من قسوة وفظاظة وقتل وانتكاسة وظلم ودمار واستهانة بالإنسانية وتدمير لروح الحضارة وإزهاق للتسامح والحوار وقبول الآخر..

وفي المقابل سادت الأطماع والأهواء والمصالح الضيقة للدول الكبرى الغنية التي تورطت في صناعة داعش، أو غضت الطرف عن جرائمه وجرائم جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات الراديكالية بتوفير الدعم اللوجيستي والمعلوماتي لها حتى عاث فسادا وتخريبًا وتدميرًا في أرض الدول المغلوبة على أمرها..

والسؤال الذي يعرف الجميع إجابته ويتهرب من مواجهته: أليست الدول الكبرى التي تتشدق بحماية حقوق الإنسان هي أول من ينتهك هذه الحقوق تحقيقًا لمصالحها.. باستخدام الفيتو إذا ما اجتمعت الإرادة الدولية لوقف عدوان دولة غاشمة على شعب أعزل.. ألم تكن هذه الدول قادرة على وقف تشكل وتغلغل تنظيم داعش والقاعدة وغيرهما قبل أن يستفحل وبالهما على البشرية أجمع.. أليس بعض هذه الدول ضالعا في صناعة الإرهاب بصورة مباشرة أو غير مباشرة؟!

منتدى شباب العالم الذي انعقد في أرض السلام أراد أن يقول للدنيا كلها ببساطة: "نريد أن نحيا في أمن وسلام.. وكفى الشعوب الفقيرة المسالمة ما ذاقته من ويلات الحروب المفتعلة والصراعات المدبرة والفتن التي يحيكها أعداء الحياة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومنظماته التي لم يعد يطرف لها جفن أو يتحرك لها ضمير إزاء ما يجرى اقترافه من جرائم ضد الإنسانية في حق الشعوب المستضعفة في مشارق الأرض ومغاربها".
Advertisements
الجريدة الرسمية