رئيس التحرير
عصام كامل

خاشقجى.. والإعلام !


في غضون أيام قليلة لا تتجاوز العشرة، بلغ عدد الأخبار والتقارير الصحفية والإعلامية والمقالات التي تناولت حادث اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجى -طبقا لتقديرات سعودية- نحو ٦ آلاف. 


وبغض النظر عن محتوى هذه الأخبار والتقارير الصحفية والإعلامية والمقالات، وبغض النظر أيضا عن صحتها أو عدم صحتها، وبغض النظر كذلك عن تناقض ما تضمنته من معلومات، كلها لم تستند إلى مصدر معلوم، فإن ذلك يكشف لنا عن حقيقة مهمة تغافلها البعض منا مؤخرا أو تصور انها انتهت ولم تعد قائمة، وهى حقيقة الدور الكبير والفعال والمؤثر الذي ما زال قوم به الإعلام في عالمنا، سواء المقروء منه أو المسموع أو المشاهد أو الإلكترونى.

دعنا من مصداقية وسائل الإعلام، واستخدامها في البحث عن الحقيقة أو نشر وترويج الشائعات.. وللنظر هنا إلى الدور الواسع الذي ما زال يمارسه الإعلام والصحافة في عالمنا حتى الآن.. صحيح أن موضوع اختفاء خاشقجى تتوفر فيه صحافيا وإعلاميا كل ما يجذب إليه الصحفيين والإعلاميين، خاصة وإن المختفى ينتمى أيضا إلى بلاط صاحبة الجلالة، وله ارتباطات عديدة واسعة تجاوزت بلاده، وامتدت لتعبر الاطلنطى، بعد أن صار كاتبا في إحدى الصحف الأمريكية.

لكن علينا أن نتبين من هذا الاهتمام الإعلامي والصحفي الضخم والكبير بحادث اختفاء خاشقجى أن دور الإعلام لم ينته أو يتقلص أو يتراجع بعد.. أقول ذلك لمن يعنيهم أمر إعلامنا وصحافتنا.. وأضيف أن إضعاف إعلامنا وصحافتنا للتخلص من صداعهما خطأ بالغ.. فما زال الإعلام سلاحا خطيرا حتى الآن.
الجريدة الرسمية