أهالي بني سويف يشيعون جثماني ضحيتي انفجار لغم بالسويس

شيّع، الآلاف من أهالي قرية "فزارة" والقرى المجاورة التابعة لمركز ببا، جنوب بني سويف، فجر اليوم الأربعاء، جثماني العاملين "عبد الرحمن طنطاوي عويس "20 سنة، و"أحمد محمود الدركي" 50 سنة، اللذين لقيا مصرعهما إثر انفجار لغم، مساء الثلاثاء، أثناء عملهما بإحدى المزارع، شرق نفق الشهيد أحمد حمدي، بمحافظة السويس، والذي أسفر عن إصابة شابين آخرين، من أبناء نفس القرية، يتلقون العلاج بمستشفى السويس العام.

وصل جثمانا الشابين، بعد منتصف الليل، وأدى أهالي القرية والقري المجاورة، صلاة الجنازة عليهما، بالمسجد الكبير بالقرية، وسط حالة من الحزن والأسي، وبكاء الكبار والصغار من أهل القرية، ما دفع الشيخ شريعى كمال، إلى إلقاء كلمة على الأهالي، قبل تشييع الجثمان، قائلًا لهم: "يا أهل القرية لا تحزنوا فأبناؤنا في مقام الشهداء لأنهم خرجوا على مصدر رزقهما، عليكم أن تدعوا لهما بالرحمة وللمصابين بالشفاء، وأن نرعى أهلهم وأولادهم وذويهم ونكون خير سند لهم".. وحمل الأهالي الجثمانين وتوجهوا لدفنهم بمقابر أسرتيهما بالقرية.

وقال أحمد محمود، ابن عم عبد الرحمن طنطاوي، أحد المتوفين، إن "عبدالرحمن" لم يتجاوز عمره 20 عاما وله 3 أشقاء ويرعى والده المريض، كما أن الأسرة ليس لها مصدر معيشة آخر، مطالبًا وزيرة التضامن بالتدخل لرعاية الأسرة التي راح عائلها.

وقال أحمد على، أحد أقارب أحمد محمود الدركى، إنه يعمل في المزرعة بالسويس منذ 3 أعوام ومتزوج وله 7 أولاد، وكان بالقرية منذ 15 يومًا، وكان دمث الخلق مداوما على الفجر، لافتًا إلى أنه كان العائل الوحيد لأسرته، مشيرًا إلى أنه تلقى خبر وفاتهما من أحد العمال زملائهم بالمزرعة، فخرجت القرية إلى السويس، لإنهاء إجراءات تصريح الدفن ونقل الجثمانين للقرية، مطالبًا وزارة التضامن والدولة بأن ترعى أسرة العامل وتمنح زوجته معاشًا ثابتًا للإنفاق على أطفالهم.

كانت مديرية أمن السويس، أعلنت، في بيان أمني، مساء الثلاثاء، عن انفجار لغم أرضي من مخلفات الحروب، خلال عمل عددٍ من العمال بإحدى المزارع شرق نفق الشهيد أحمد حمدي، ما أدى لإصابة 5 أشخاص، وتم نقلهم لمستشفى السويس العام، توفي مصابان، أحدهم أثناء نقله والآخر توفي بالمستشفي.