رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تلاميذ جزيرة جبر بنقادة.. موت ينتظرهم بمجداف «سنانير» أو لدغ ثعابين (فيديو)

فيتو

رحلة شاقة يتكبدها أطفال جزيرة جبر التابعة لقرية الأوسط قامولا بمركز نقادة جنوب محافظة قنا، وهم يعبرون من البر الشرقي إلى الغرب داخل الصناديق الحديدية التي يطلقون عليها "سنانير"، بحثًا عن العلم قائلين "اطلبوا العلم ولو في الغرب".


"فيتو" خاضت تجربة أطفال جزيرة جبر في العبور من الغرب إلى الشرق بعد عودتهم من المدرسة داخل "السنار" الذي يحمل على متنه ما يقرب من 6 أطفال فضلًا عن المراكبي الذي يقدف بهم حتى يصلوا إلى البر، وفي أثناء العبور بالنهر تجد عبارات وفنادق عائمة قادمة من الشمال إلى الجنوب والعكس، وهذا يدفع صاحب السنار إلى الانتظار خوفًا من اصطدام "السنارة" بموجاتهم الأمر الذي يعرض الأطفال للموت غرقًا.

"بنعدي كل يوم رايح جاي بالسنانير ونطلع الركام للوصول إلى مدارسنا".. بتلك الكلمات بدأت الطفلة رغد محمد حسن، تلميذة بمرحلة الابتدائي، حديثها معنا لتروي تفاصيل المأساة اليومية سعيا لطلب العلم، وقالت إن الأطفال في المرحلة الابتدائية والإعدادية حتى الثانوية يتخذون يوميًا هذا الطريق.

وتابعت: "الكارثة عند نزولنا على البر نصعد إلى أعلى عبر ركام غير ممهد للصعود وعند الوصول إلى القمة نجد الأرض غارقة في المياه وننتظر أولياء أمورنا حتى يتمكنوا من تعديتنا عبر قوالب من الطوب".

وأضاف فارس أشرف، تلميذ بالصف الابتدائي: "نمر يوميًا برحلة العذاب وما زاد عليه هو السير على الأقدام حتى الوصول إلى منزله الذي يبعد ما يقرب 3 كيلو مترات، في طريق ملغم بالعقارب والثعابين أثناء عبورهم زراعات الموز، وهو ما يجعلنا نحمل عصا لقتل أي ثعبان يظهر يعني بنمر من هذه الطريق رافعين شعار يا قاتل يا مقتول".

والتقطت أطراف الحديث زينب محمد، تلميذة بالصف الابتدائي: "هذا العذاب علمنا الكثير وخاصة أننا نواجه الخطر بكافة أنواعه بدأً من العبور عبر النهر بالسنانير غير الآمنة وصولًا إلى زراعات الموز ومنها إلى بيوتنا ونحن نصارع أمواج النهر والثعابين والعقارب وغيرها من الحيوانات الأخرى، ولكن هذا يدفعني فقط إلى أن أوجه رسالة واحدة إلى مسئولي التعليم في مصر "إلى متى تتركونا هكذا".

وأكد محمد حسن، صاحب سنار واحد أولياء الأمور: "نتعرض للموت في كل لحظة، لدى 3 بنات منهم طفلتين في المرحلة الابتدائية والأخرى في الحضانة، واضطر يوميًا إلى العبور بهن بصحبة أبناء الجيران حتى نصل إلى بهم إلى بر الأمان".

وأردف: "نتعرض نحن وأبنائنا لخطر حقيقي.. وحدث منذ فترة ليست بالبعيدة عندما غرق سنار وبداخله 4 أشخاص بينهم طفلين، وصعود الركان الحجري أنهى حياة آحدهم، وهذا يعني أن الطفل حال نجاته من النهر يجد صعود الركام ومنها إلى عبور المياه الراكدة في زراعات الموز، وبعدها تجد العديد من الأطفال ينتظرهم ذويهم بالحمار حتى يصلوا بهم داخل النجوع الموجودة على الجزيرة فلا يوجد وسيلة مواصلات غير هذه".

وأشار إلى أن المسئولين لا يعيرون أي اهتمام لهذه المأساة، ولم يأت يومًا من يسأل عن كيفية عبورهم الطريق حتى يصلوا إلى منازلهم، مضيفا:" وفي وقت العودة تجد العديد من أولياء الأمور يقفون على ضفاف النهر منتظرين الأطفال حتى يتمكنوا من الاطمئنان عليهم ووصولهم إلى بيوتهم سالمين".

وتابع أشرف محمد فؤاد، أحد أولياء الأمور: "لدى 3 أطفال يذهبون إلى المدرسة، فلا بد من وجود شخص يوصلهم وينتظرهم حتى العودة وهذا يحملنا عبئا كبيرا خاصة أن جميع الأهالي هنا أرزقية "على باب الله"، والسنانير ضعيفة هشة، ومعاناة أثناء التجديف حتى الوصول من الشرق إلى الغرب والعكس"، مطالبًا بضرورة أن يكون هناك مدرسة داخل الجزيرة أو توفير وسيلة آدمية تحافظ على أرواح الأطفال.

وأنهينا حوارنا مع أولياء أمور جزيرة جبر، وقررنا العودة قبل غروب الشمس، ونفاجأ بطالبة بالثانوية العامة تجدف بالسنار الخاص بعائلتها لتلحق بالدرس الخصوصي، وعندما شاهدتنا قالت: "هذه حياتنا.. رايحه جاية بالسنار.. وعند التأخير بعد العشاء أهالي بيستنوني عند الجزيرة".

وأضافت: "الطلاب والتلاميذ على أرض الجزيرة يعانون من مأساة كبيرة جدًا ولا أحد يشعر بهم وبالرغم من كل هذا نحن لا يزال لدينا حلم سوف نسعى إلى تحقيقه وحلمنا مش حيموت".


Advertisements
الجريدة الرسمية