رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مهرجان الجونة يستعيد جمال المرأة المصرية


يوجد دائما أناس لا يعجبهم العجب، ولو قلعت عينيك بيديك لترضيهم لن ترضيهم، لأن الجينات الوراثية فيهم مبنية على الرفض وعلى السخرية وعلى الاستهزاء وعلى البحث المحموم عن النواقص والعيوب، يمكنك ببساطة تفسير مناهج المعالجة الإعلامية في برميل الكراهية أبو حمالات وغيره من موزعي الضلالات الإعلامية!


ما علينا.. فالنوعية سالفة الذكر خرجت في هجوم جماعي منسق لإصابة، وتشويه حدث فني كبير، هو مهرجان الجونة السينمائي، في دورته الثانية، الذي يقيمه الأخوان ساويرس، نجيب ذو الميول الفنية والأدبية، وسميح المعماري الباني بطبعه.

تابعت المهرجان، ولاحظت تطور التنظيم وكانت أغنية الافتتاح الجماعية التي بدأت بالنجمة يسرا هي الأفضل على الإطلاق في أي خطة تسويق سياحي لمصر في هذا الوقت العصيب، استمرار الحدث سنويا في حد ذاته هو مكسب كبير، ولا أظن أن هناك من يتمنى توقفه إلا الكارهون لكل شيء جميل في هذا البلد.

رمى البعض تلميحات أن نجاح الجونة والبذخ المبهر هو خصم من استمرار مهرجان الإسكندرية السينمائي، ومن بعده مهرجان القاهرة السينمائي، وهذه مغالطة فادحة ومجرمة، لأن زيادة المهرجانات الفنية والأدبية في أي دولة هو أكبر دليل على أنها مستقرة و(رايقة) ومستمتعة بحياتها.

وأظن أن هذه هي الرسالة الكبرى من وراء هذا الجهد الكبير للأخوين ساويرس.. ولا يمكن القول أبدا إن الهدف هو القضاء على مهرجانين كبيرين رسميين، لأنني أعلم وقت أن كنت مستشارا إعلاميا للفنان الوزير فاروق حسني أن نجيب ساويرس كان لا يتأخر أبدا عن دعم مهرجان القاهرة أو أي طلب آخر لدعم الأنشطة الفنية، وهذا ما رواه لي بامتنان عميق الوزير الأسبق الفنان فاروق حسني.

ولم تتوقف المغالطات والاتهامات التي لم تنل قط من عزم أصحاب المهرجان عند هذا الحد، بل امتد القر والنق والغل والتطاول الشرس إلى ملابس النجمات والفنانات.

فلانة معصعصة، دينا الشربيني، بسبب زاوية تصوير غبية، وفلانة عارية الساق اليسرى وما كانش العشم يا ريهام، وكتفك عار يا منى وصدرك مكشوف يا غادة (كان زيادة شوية الحقيقة).. و... و...!

ما لكم؟ هذا مهرجان فني، وهذه طبيعة المهرجانات، وراجعوا ثياب النجمات والنجوم في مهرجانات كان وغيرها، ولسوف تجدون أن تصميم الملابس والماكياج وتصفيفات الشعر هي في جوهرها مسابقات في فن الجمال وهي أيضا بالغة القوة والمنافسة بين مصممي الأزياء والماكييرات والكوافيرات.

مهرجان الجونة ليس سرادق عزاء لنرتدي السواد ونَتجهم، بل مهرجان للسعادة والفرح ولاستعادة تألق المرأة المصرية التي خبأوها في أكياس من البفتة السوداء والزيتي والرمادي، وصارت برميلية تترجرج، وتتعرق وتنشر وراءها روائح غير مستحبة!

النجوم العرب والأجانب والصور الحية التي يرسلونها لذويهم، وأفلامهم المصورة، عبر الموبايلات، كلها دعاية لها مفعول السحر في سوق السياحة بالمنطقة، وهي سوق تشتعل فيها المنافسة كأنها معارك حقيقية.

ظهرت الفنات رشيقات جميلات، ليكن مثالا في حب الحياة والأناقة، فما العيب في ذلك؟

سوف يستمر مهرجان الجونة قويا كما بدأ، وسيحقق اعترافات نقدية وعالمية كثيرة، وسيتحول أعداء الحياة إلى زوار مقيمين في عزاءات عمر مكرم والحامدية الشاذلية، أو ساحة مسجد تشيع منه الجنازات.. تلك الأماكن هي بلد المنشأ لأمثالهم! الجونة يحرز أجوانا كل عام.. تحية للتنظيم والإبهار في الإخراج والتحضير.
Advertisements
الجريدة الرسمية