رئيس التحرير
عصام كامل

ارتباك تطوير التعليم!


يبدو أنه ليس العالم وحده الذي ينتظر تطوير التعليم في مصر، كما قال وزير التعليم، إنما أيضا المدارس والمدرسون والتلاميذ وأولياء الأمور في مصر أيضا.. لأن قطار تطوير التعليم لم يصل إليهم بعد.. أمس دعت إحدى المدارس أولياء الأمور لكي تشرح لهم تطوير التعليم، كان ابني وزوجته من بين المدعوين، لأن لي حفيدة تبدأ هذا العام الدراسي الجديد السنة الأولى في المرحلة الابتدائية..


انهالت بالطبع الأسئلة على مديرة التعليم الابتدائي بالمدرسة.. ما هي المناهج الجديدة؟.. وأين الكتب الجديدة؟.. وما مصير تدريس اللغة الثانية غير الإنجليزية كما كان متبعا؟.. وهل تم إعداد وتدريب المدرسين على الطريقة الجديدة للتعليم؟.. وما آليات التقييم الجديدة للتلاميذ بعد إلغاء الامتحانات؟.. وغيرها من الأسئلة الكثيرة..

لكن المفاجاة الصادمة أنه لم يكن لدى المديرة أي إجابات لها! لأن الإدارة التعليمية لم تبلغهم بشيء، والكتب الجديدة لم تصل بعد للمدرسة.. وليس لدى إدارة المدرسة معلومات سوى المعلومة الخاصة بموعد بدء الدراسة فقط، ولذلك المدرسة سوف تبدأ الدراسة في موعدها وستقوم بالعمل بالمنهج القديم حتى يأتيها المنهج الجديد، أما تدريب المدرسين فسوف تتولاه المدرسة، وسوف تستعين بمدرسين حظوا بهذا التدريب لكي يدربوا مدرسيها لمدة يومين فقط!

هذا هو حال بعض المدارس قبل بدء تطوير التعليم.. ارتباك وفوضى وقلق.. الأمر الذي ينبئ أن قطار تطوير التعليم لن يتحرك في كل المدارس في وقت واحد، وأن عملية التطوير سوف تتعطل لعدة أسابيع، نرجو ألا تطول لتستهلك الفصل الدراسي الأول كله.. فإن السيد الوزير يتحدث عن شيء في تصريحاته ومؤتمراته الصحفية يختلف تماما عن الواقع..

وتجاهل الواقع هو العدو الأول لتطوير التعليم والمعوق الأول له، وليس الناس الذين لم يطمئنهم أحد على أولادهم ومستقبل تعليمهم حتى الآن!.. إن عملية التطوير هي أشبه بحرب لا يمكن خوضها وتحقيق النصر فيها دون جبهة متماسكة متفهمة لأهمية وضرورة هذه الحرب، ودون استعداد جيد لها، وهو ما لم يتوفر للأسف في معركة تطوير التعليم.
الجريدة الرسمية