رئيس التحرير
عصام كامل

الحذر الذي يسبق العاصفة


تكبدت الولايات المتحدة الأمريكية خسائر تقدر بـ٣٠٠ مليار دولار في عام ٢٠١٧ من جراء الإعصارات التي تضرب الساحل الشرقي، وكذلك نحو ٣٠٠ ضحية، وهذا يعتبر كثيرا جدا طبقا للمقاييس الأمريكية، حيث تتعرض أمريكا سنويا لإعصار هارفي وإعصار أرما وإعصار ماريا، وكلها تضرب الساحل الشرقي الجنوبي وتتجه شمالا وتدمر ما يواجهها في الطريق إلى أن تفقد طاقة حركتها وتهدأ.


وينبهنا المولى عز وجل إلى الرياح بمالها من فوائد ودمار فذكرها عدة مرات في كتابه الحكيم قائلا "إعصار فيه نار".. "الريح العقيم".. "بريح صرصر عاتية"... "ريح فيها عذاب أليم".. "قاصفا من الريح".. "ريح عاصف"..."ريح فيها صر".

فكر العلماء الأمريكان في التنبؤ المناخي وكيف يستغلونه في محاولة إنقاذ الأرواح لأن هذا هو الأهم لديهم.. الإنسان.. وطور الخبراء والعلماء أجهزة التنبؤ. لكي تعطيهم مخرجا لتقليل الدمار والمحافظة على حياة الإنسان، وكأنهم يطبقون أمر الخالق سبحانه وتعالى "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

وعندما ضرب إعصار "ماريا" بورتريكو كان هذا متوقعا طبقا للتنبؤ، ولكن الأجهزة لم تتوقع كثافته السريعة، وفي حالة إعصار "أرما" أظهرت الأجهزة أن الإعصار متجه شرقا وقد كان، ثم اتجه غربا، وكان على ثلث سكان فلوريدا أن يخلوا مساكنهم، وتم إنقاذ المئات، وهذا هو المهم..

وفِي حالة إعصار "هارفي" توقعت الاستشعارات الإلكترونية انهيار التربة مما أعطي تكساس وقت للاستعداد لعمل اللازم لتقليل الضحايا والخسائر، وسقط عليها أكثر من متر ونصف من الأمطار ووصلت سرعة الرياح إلى نحو ٢٠٠ كيلومتر في الساعة.

وجد الأمريكيون أنهم خلف الأوروبيين في تكنولوجيا التنبؤ المناخي، ولذلك سارعوا إلى العلم والعمل، وها هم الآن لديهم الموديلات العلمية والجيل القادم من أجهزة التنبؤ المناخي، لكي يحاولوا التقليل من خسائر الأعاصير التي تضرب بلادهم، وإنقاذ الأرواح..

وبعيدا عن السياسة.. لماذا لا نتعلم مثل هذه الأمور للإصلاح وعلاج ما في المحروسة من مشكلات، وكان الله بالسر عليم، وصلاة على كامل النور.
الجريدة الرسمية