رئيس التحرير
عصام كامل

ليلة سقوط نابليون


يأتي العيد ومعه روح احتفالية مميزة.. وبمناسبة هذه الأيام المباركة فإننا سنبحر معًا بعيدًا عن السياسة ومتاعبها.. وقد جاء العيد ليجدد فينا ما حطمته بقية أيام العام لذلك لا أنوي اغتياله عمدًا بكلمات المتنبي (عيد بأية حال عُدتَ يا عيد، بما مضى أم بأمر فيكَ تجديدُ) ولكنني أنوي استقباله فرحًا عبر القيام برحلة لقراءة القصص..


وفتح الكتب التي ستشاركنا مغامرات طريفة نبدأها باللحظة التي تدخل فيها البحر ليدافع عن الدولة العثمانية، فقد كانت الأخيرة قد هُزمت أمام جيوش تيمورلنك الذي أصبح بإمكانه الآن سحق الدولة العثمانية وإنهاء وجودها، بعد انتصاره على بايزيد الأول في معركة أنقرة في بدايات القرن الخامس عشر، ولكن البحر منع تدفق الجيوش الغازية ليحمي بذلك الدولة العثمانية من السقوط أمام خيول التتار.

وكثيرًا ما تتدخل الجغرافيا أو ظروف المناخ لتُحدث تحولات تاريخية فاصلة؛ ففي بحر آخر ساعدت العواصف الأسطول الإنجليزي في التغلب على الأسطول الإسباني في القرن السادس عشر، لتهبط أسهم إسبانيا وتصعد بريطانيا باعتبارها قوة استعمارية كبرى.. أما المساحات الشاسعة لروسيا والبرد القارس الذي يميزها كانا السلاح الجغرافي الأقوى الذي حطم نابليون في القرن التاسع عشر وبعده هتلر في القرن العشرين.

ومثلما تسببت الجغرافيا في سقوط نابليون وهتلر، فإن اكتشاف جغرافي واحد قام به فاسكو دي جاما كان السبب الأهم في تدهور أحوال دولة المماليك بعد تحول طريق التجارة إلى رأس الرجاء الصالح.. تدهورت ميزانية دولة المماليك وتآكل اقتصادها وأصابها الضعف حتى تسبب ذلك في سقوطها السريع أمام الهجوم العثماني.
الجريدة الرسمية