رئيس التحرير
عصام كامل

هناء كمال.. قصة فتاة مسلمة تجسد روح التسامح بين الأديان (صور)

فيتو

"تتلمذ الكثير من أبناء الصعيد فتيات وشباب في مدارس الراهبات الفرنسيسكان، كنا نتجاور المقاعد، لم يسأل يوما أحد منا عن الهوية الدينية، كان الجميع يتغني ويرنم للسيدة العذراء مريم".. بهذه الكلمات نسجت هناء كمال خيوط مبادرة "التعايش السلمي" بقرية حجازة قبلي التابعة لمركز قوص جنوب محافظة قنا.


وقالت "هناء" أحد مؤسسي المبادرة: "جميعنا كان يحترم الآخر ويقدس حقوقه، ولم يحدث أن تشاجر أي منا بسبب خلاف، وبالرغم من الشوائب التي عكرت صفو العلاقة في الفترة الأخيرة إلا أننا لازلنا نؤمن بأن هذه سحابة ومرت وتحملنا كل ما فيها، ويجب استكمال المشوار واستعادة روابط المحبة بين أبناء نسيج الوطن الواحد الذي سعي الكثيرون إلى اختراقه دون فائدة، ولا تزال ماريان تجاور فاطمة ومحمد يلعب الكرة مع بيتر".

وتابعت: "أنا من أسرة بسيطة تربيت على مبادئ الحب والتسامح، ومساعدة الجميع ما دام في استطاعتي ذلك، وتلقيت تعاليمي في مدارس مشتركة "مسلمين ومسيحيين"؛ وتربطنا علاقات محبة وصداقة بإخواننا المسيحيين سواء على المستوى العائلى أو الشخصى وتبادل الزيارات في الكثير من الأحيان؛ ومنذ زمن بعيد توارثنا الألفة والمحبة ".

وأشارت "هناء" إلى أنها سعت كثيرًا بفكرة تكوين المبادرة بينها وبين زميلها سامح ثابت الذي شاركها العمل وهو أحد الشباب المسيحيين الذي يؤمن بأهمية هذه المبادرة، لتوثيق عمقها ولإثبات مبادئها.

وأضافت أنها سعدت بالفريق الكروي للفتيات الذي يجمع بين أبناء نسيج الوطن الواحد، مؤكدًا على أن جميع المبادئ التي شملتها المبادرة كلها تدعو إلى المحبة والتعايش السلمي الذي لم يخترقه سوى الهجمات التترية في فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية.

واستطردت: "نسعي من خلال هذه المبادرة إلى إزالة الجدار الذي تم بناؤه بهدف عزل أبناء الوطن عن بعضهم البعض، وسوف تظل مصر شامخة بمسلميها ومسيحييها".

وعن مدى تلقى المبادرة دعما من أي جهة أوضحت "هناء"، أنها وزميلها سامح يدعمان المبادرة ماديا، مطالبة أن يكون هناك داعمون لشراء بعض الأدوات المتعلقة بالتدريب وشراء ملابس وغيرها لاستكمال النشاط.

وأشارت إلى أن الأب فرانسيس راعي كنيسة الكاثوليك بحجازة، التابعة لمركز قوص، الوحيد الذي دعم المبادرة معنويا من خلال فتح ساحة الكنيسة لممارسة النشاط الرياضي ولعب كرة القدم للأطفال المشاركين في المبادرة.

الجريدة الرسمية