رئيس التحرير
عصام كامل

الحلقة المفقودة بين "الثوار" و "الفلول"


ثوار .. فلول الكل على حق والجميع له وجهة نظر تستحق الاحترام ، ولكن كل منهم فى مخيلته أنه وحده دون غيره من يفكر ويعمل من أجل مصر ، وتلك هى المشكلة أن كلًا منا لا يستطيع أن يتقبل الآخر بفكره ومعتقداته حتى ولو كان على خطأ فبالتأكيد أنه رغم خطئه فإنه يحمل معه بعض الصواب كما تعلمنا من المقولة الشهيرة "رأيك صواب يحتمل الخطأ ورأيى خطأ يحتمل الصواب"...


ونحن هنا لن نحاول أن نُنظر أو نقول أى منهما على حق ، لأنه مادام الدافع من الجانبين فى معتقداتهم "مصر" ورفعة شأنها ودفعها إلى الأمام فبالتأكيد الكل على حق ؛ ولكننا فقط سنحاول أن نلقى الضوء على بعض من الحلقات المفقودة بين من أطلق عليهم "الثوار" و"الفلول" .

فمن وجهة نظر الفريق الأول أن الفلول خونة وعبيد لنظام استبدادى قمعى ، وأنهم تعودوا أن يعيشوا تحت وهن الذل والطغيان ... والملاحظ أن هذا الفريق يبالغ كثيراً فى نظرته لأنصار النظام السابق ورمزه الرئيس السابق "حسنى مبارك" ، لأنه من المنصف أن نذكرهم فقط أن هذا النظام رغم قمعه للحريات وديكتاتوريته فى الحكم ، إلا أنه كان له عدد من المحاسن التى كان على رأسها استقلالية الجيش المصرى وعدم إشراكه أو انزلاقه فى الحياة السياسية طيلة هذا العصر .

إضافة إلى اهتمامه فى بداية عهده بالبنية التحتية لمصر والتى وصلت إلى طفرة بنهاية عهده بالطبع لم تصل إلى الحد المأمول ولكن إلى قدر كبير من المبتغى ، ناهيك عن الاقتصاد المصرى الذى وصل فى نهاية ولايته إلى معدل نمو كبير من وجهة نظر خبراء الاقتصاد وصل إلى 7.5% صحيح أنه لم يشعر به المواطن البسيط لكنه شأنه فى ذلك شأن الكثيرين من المواطنين البسطاء القاطنين فى عدد من الأقاليم الصينية ، الذين لم تصل إليهم حتى الآن الانتعاشة والانطلاق التى يعيشها الاقتصاد لدولة كبيرة مثل الصين .

وإذا تحولنا إلى وجهة نظر الفريق الثانى فإننا نجد سيلًا من الاتهامات بالعمالة والتبعية لدول أخرى وتنفيذ أجندات خارجية .. وغيرها من الاتهامات التى وصلت إلى حد الاتهام بالخيانة العظمى، كلها تهم كانت من نصيب الثوار الذين خرجوا بدافع من الوطنية للوقوف فى وجه نظام قمعى ديكتاتورى، ضحوا بالغالى والنفيس من أجل تحقيق هدفهم الذى تمثل فى إزاحة النظام الفاسد من أجل أن تطل شمس الحرية والعدل على ربوع مصر لتبدأ مصر عصر نهضتها الحقيقى فى ظل نسيم من الحرية والعدالة إلا أنهم أفاقوا من الحرية والعدالة كمفاهيم على "الحرية والعدالة" كحزب سياسى لتنظيم دولى يقفز على الثورة لتحقيق أهداف أبعد ما تكون عن ما خرج من أجله هؤلاء الشرفاء .

ومادام هؤلاء وطنيين وهؤلاء شرفاء لما لاينبذوا ما بينهم من خلافات طفيفة ما دام دافعهم واحد وهو "الوطن" .. لما لا يتقبل كل منهم الآخر وينحوا الاتهامات جانباً لنبدأ سوياً صفحة جديدة من أجل رفعة الوطن بعيداً عن الوقيعة التى تقودها مخططات دولية من أجل استمرار الفرقة والخلاف بين أبناء الوطن الواحد، للوصول إلى أملهم المنشود فى خريطة الشرق الأوسط الجديد بإضعاف العديد من القوى المحورية فى المنطقة والتى على رأسها مصر لتغيير موازين القوى لصالح العدو الأكبر لنا إسرائيل .. فهل من مبادرة لوقف حرب أهلية باتت تلوح فى الأفق ؟!

الجريدة الرسمية