رئيس التحرير
عصام كامل

معارض الجامعات الأجنبية في مصر!


دكتور رأفت كامل واصف، من أوائل خريجي كلية العلوم جامعة القاهرة، ومن علماء مصر الإجلاء، عليه رحمة الله، كان قد حكى لي أن امتحاناته وهو طالب كانت تصحح في كلية العلوم بجامعة لندن، لأن الدراسة واحدة والامتحانات واحدة أيضا، ونفس الأمر كان يحدث مع جامعة السوربون في فرنسا، والشهادة المصرية كان معترفا بها في أهم وأعرق الجامعات الدولية، ولا تحتاج إلى معادلة..


وكانت الجامعات المصرية مقصدا للطلاب من كل دول العالم، ولن أتحدث كثيرا عن أمجاد الماضي لأنه في الحاضر ما زالت بعض جامعاتنا يتعلم فيها طلاب أجانب، حيث يوجد حاليا في جامعة المنصورة 4 آلاف طالب من الدول العربية، وشرق آسيا يدفعون 20 مليون دولار سنويا للخزانة العامة وفي جامعة الأزهر 40 ألف طالب من 120 دولة..

نحن الآن في موسم الالتحاق بالجامعات وكنت وما زلت أتمنى أن تظل جامعتنا جاذبة للطلاب الأجانب لأن في ذلك فائدة للاقتصاد الوطني، ولكن ما يحدث هو العكس فكثير من الطلاب المصريين بعد حصولهم على الثانوية العامة يفضلون استكمال دراستهم في الخارج لأكثر من سبب، الأول تنسيق القبول بكليات القمة مرتفع جدا، ثانيا التعليم في الخارج أرخص من الجامعات الخاصة في مصر، وهذه حقيقة يؤكدها المشهد الآن أمام مكتب البعثات الخارجية في مجمع التحرير، حيث الازدحام الكبير من طلاب الثانوية العامة المسافرين للدراسة في الخارج..

لذلك، فإن دولا كثيرة حاليا تنظم معارض لجامعاتها في مصر لتسويقها وجذب الطلاب المصريين إليها، وشاهدت إعلانات في الفضائيات للجامعات الروسية دون التقييد بالمجموع وإعلانات في شوارع القاهرة لجامعات ماليزيا، ومؤخرا نظمت سفارة بريطانيا معرضا بالقاهرة لتسويق جامعاتها..

الخلاصة أن مصر أصبحت سوقا للجامعات الأجنبية ومئات الملايين من الدولارات تستنزف في تعليم أبنائنا بالخارج فلماذا لا نتوسع نحن في إنشاء الجامعات سواء المصرية والأجنبية في التخصصات النادرة مما يؤدي إلى تخفيض النفقات، وبالتالي يجد أبناؤنا فرصة للتعلم بدلا من السفر بل وجذب الطلاب العرب والأفارقة للدراسة عندنا وبالعملة الصعبة، الأمر الذي يعود بالفائدة على الدخل القومي..

الاستثمار في التعليم واعد فدولة مثل بريطانيا دخلها من التعليم 21 مليار جنيه إسترليني سنويا، ومع ذلك هي غير راضية وتسعى إلى المزيد.. أتمنى أن تصبح مصر جاذبة للطلاب الأجانب وليست طاردة لطلابها.. التعليم قد يسهم في الدخل القومي بدلا من استنزاف المصريين أموالهم في تعليم أبنائهم في الخارج.

تجربة جامعة المنصورة في جذب الطلاب الأجانب يمكن الاستفادة منها وتعميمها والسفارات المصرية في الخارج يجب أن تسوق لجامعاتنا.. 

وكل عام ونحن جميعا بخير وأكثر حبا لبلدنا وعيد أضحى سعيد.. وتحيا مصر.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية