ليلة تجلى فيها الإبداع... عرض «بنت النور»
بالأمس، شهد مسرح كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل بطوسون بمنطقة شبرًا، عرضًا ربما من أفضل العروض المسرحية، عرض يروي قصة القديسة "فيلومينا"، والتي تعتبر من الشهيدات المعروفة في الكنيسة اليونانية، ولكن لها محبين والكنيسة القبطية المصرية معترفة بها أيضًأ.
وكنت تلقيت دعوة من صديقي مؤلف العرض الشاعر والسيناريست مينا مجدي، في أول الأسبوع المنقضي لأحضر العرض يوم الجمعة، وبالفعل ذهبت بالأمس لأحضر العرض، لأتفاجأ بذلك العرض المذهل على كل المستويات الفنية والإبداعية، والتي لو سردنا على إبداع كل شخص في العرض ربما سأحتاج لمقالات ومقالات لكي أقدر أن أكتب عن هؤلاء الشباب المبدعين.
نبدأ بمخرج العرض -المجنون إبداعيًا- مايكل نصحي، استطاع توظيف كل الفريق في الأماكن الصحيحة لهم، واستخدام جميع الأعمار بشكل صحيح ويليق بالمسرح، بجانب دوره كأحد الشخصيات المحورية في العمل، فأبدع ودخل في حالة دمج غريبة مع الشخصية، لدرجة جعلتني أتصور أن هذه هي شخصيته في الحياة الطبيعية.
أما من قام بدور الملك دقلديانوس، فأعتذر له لأنني أصدرت حكمًا في بداية العرض، نظرًا لرفعه ونبرة صوته في بداية العرض التي ذكرتني بـ "أحمد التباع" ولكن بعد أول 3 دقائق له على المسرح أذهلني وأذهل الجميع، وهو شاهد ذلك بنفسه من خلال التحية له، ومن خلال النظرات وردود الأفعال معه أثناء العرض المسرحي.
أما "بونبوناية العرض" ولا أجد وصفًا أدق من هذا، فهي "فيلومينا" سواء الطفلة أو الكبيرة، فالطفلة كانت مبهجة لي، عندما انتهت من جملها في العرض وخرجت خارج المسرح وظلت تتجول بين الحضور.
أما فبرونيا أشرف -فيلومينا الكبيرة- فتلك أتوقع لها أنها عندما تبلغ عامها العشرين، ربما ستكون نجمة لامعة في الفن، فلديها من مقومات الممثل الناجح، كل شيء، وفي البداية كنت أظنها في العشرينات، حتى فاجأني صديقي مينا مجدي آخر العرض عندما أخبرني أنها فقط خمسة عشر عامًا، مما جعلني أوجه لها التحية بدل المرة آلاف المرات.
وأعجبتني كل الشخصيات في المسرح، سواء الجنود الرومانيين، أو والديها، أو الشخصيات في البلاط الملكي، أو حتى أبطال افتتاحية العرض.
سعيد بهؤلاء الشباب، وأتمنى لو بعد سنة أو اثنتين، أجد أن فريق "استيدج" بقيادة صديقي مينا مجدي، يقدم عروضًا يومية بصفة دورية، فهم بالفعل مبدعون.