رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تتتبع حادث انتحار «راهب أبو مقار».. «فلتاؤس» حاول التخلص من حياته مرتين.. وصل المستشفى في القاهرة الثامنة صباحا.. وهذه حكاية «الصورة الأزمة»

فيتو

كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة صباحا، عندما انتشر خبر محاولة انتحار الراهب «فلتاؤس المقاري»، وتضاربت الأنباء حول «قطع الشرايين» و«القفز من أعلى مبنى في الدير»، وقالت الأنباء، آنذاك إنه انتقل إلى مستشفى وادي النطرون لتلقي العلاج.


لم تمر سوى دقائق معدودة حتى تكشفت العديد من الحقائق، حيث إن محاولة «الراهب فلتاؤس»، للانتحار عبر «قطع شرايينه»، قد «فشلت»، بعدما أنقذه أطباء عيادة الدير، ولكنه غافل مرافقه وصعد أعلى العيادة وألقى بنفسه من فوقها، وتشير المصادر إلى أن الراهب قفز من ارتفاع يصل إلى 4 طوابق.

المصادر أكدت أن محاولة انتحار الراهب كانت في الساعات الأولى من صباح اليوم، حيث إنه وصل إلى مستشفى الأنجلو أمريكان قبل الساعة الثامنة صباحا، ودخل إلى غرفة العناية المركزة سريعا في حالة حرجة.

سريعا صدرت تعليمات لإدارة المستشفى بمنع الزيارات عن الراهب، وفرض أمن المستشفى سياجا حديديا حوله، حال دون الاقتراب منه، مع تشديد الحراسة من قبل أمن المستشفى على غرفة العناية المركزة التي يرقد فيها، كما أن الأطباء المعالجين منعوا أيضا من الحديث مع وسائل الإعلام، وهو ما أحال دون التأكد من الإصابات التي تعرض لها الراهب.

«الراهب فلتاؤس» تعرض لقطع في الشرايين، وكسر في الساقين بسبب ارتطامه بالأرض إثر سقوطه، حسبما أفادت مصادر من داخل المستشفى.

مصادر من داخل الدير أشارت إلى أن أحدا لا يعرف سبب إقدام الراهب على الانتحار، حيث إن الجميع تفاجأ بالحادث الذي لم يكن له مقدمات.

في مستشفى «الأنجلو أمريكان»، لا يعلم أيضا ما حدث، إلا أن اسم الراهب أصبح مصدر إزعاج للكثيرين، يخشون نطقه على شفاههم، خوفا مما قد يتعرضون له، وهو ما يشير إلى صدور تعليمات مشددة بعد الإفصاح أو تسريب أي معلومات عن الراهب وحالته.

مصدر من داخل المستشفى التي يرقد فيها الراهب قال إن الأمن ورجال النيابة حضروا إلى غرفته فور وصوله، واستقوا بعض المعلومات من مرافقيه، وينتظرون إفاقته حتى يتم استجوابه حول ملابسات الحادث.

خبر محاولة الراهب رَسَم العديد من السيناريوهات في عقول متابعي حادث مقتل الأنبا إيبفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، وجعل البعض يذهب ليقول إن له علاقة بالحادث من قريب أو بعيد، الصورة التي انتشرت لـ«صاحب المحاولة الفاشلة» يجلس برفقة الراهب المشلوح «إشعياء المقاري» أو «وائل تواضروس»، عمق شعور المؤامرة في حادث رئيس الدير.

الراهب الثلاثيني، كان يعمل مدرسا للتاريخ في مدينة قليوب، قبل أن يدخل الدير في 2010، وأثنى الرهبان في دير «أبو مقار»، على أخلاقه، وعلمه الوفير، حيث قالوا إنه كان غزير المعرفة، وباحثا من طراز جيد، وله العديد من المؤلفات في تاريخ الكنيسة والآباء القديسين.
الجريدة الرسمية