رئيس التحرير
عصام كامل

اسأل الرئيس.. واقترح وعارض


لن أتوقف كثيرًا أمام المسمى، فسواء كانت جماعة داخل مؤسسة الرئاسة أو إدارة.. فنحن أمام (كيان) قادر على الابتكار، ففي كل مرة يضعنا هذا الكيان الذي يقوم على المؤتمرات التي تجمع الرئيس بالشباب أمام تفصيلة جديدة تنأى بنا عن رتابة وملل التقليدية، وتأخذنا إلى إبداع جديد، والتحدي في الإبداع هو أن تجود في مساحة محدودة، وتعيد تخليق ما قدمته من قبل في تلك المساحة ليبدو جديدًا.


في الأيام القليلة المقبلة تفتح جامعة القاهرة أبوابها لاستقبال الرئيس السيسي وفي معيته ثلاثة آلاف طالب من جامعات مصر، وعدد كبير من العلماء والأساتذة، حيث المؤتمر الوطني السادس للشباب، الذي اختص به القائمون على المؤتمرات طلاب الجامعات، وتلك تنوعية جديدة تضاف إلى إبداعاتهم.

زيارة الرئيس لجامعة القاهرة هي الثانية، وكانت الأولى في سبتمبر ٢٠١٤ عندما كرم أوائل الجامعات في إطار حرصه على تحفيز الشباب وتشجيعهم، ربما نرى في المؤتمر المشهد نفسه (التكريم) وربما يضاف إليه تكريم أوائل الثانوية العامة وغيرهم من الذين حققوا نجاحات في مجالات مختلفة، لكن الجديد هو ذلك الحوار المفتوح بين الطلاب والرئيس، الذي يأتي في إطار ما أعلنه السيسي من قبل عن تركيز الاهتمام في فترة ولايته الثانية على التعليم والصحة.

بدأت الصفحات الخاصة بالرئيس في استقبال أسئلة الطلاب منذ الثلاثاء الماضي، وتستمر حتى غد الثلاثاء، لتحفيز الشباب على المشاركة.. اختص القائمون على المؤتمر من يسأل بحضور اللقاء، وهي أيضًا تنويعة أخرى تضاف إلى إبداعهم، إلى جانب الرمزية التي تحملها جامعة القاهرة التي دفعت رؤساء سابقين لمصر وفرنسا وأمريكا إلى مخاطبة العالم من قاعة احتفالاتها الكبرى.

من المنطقة نفسها الضيقة التي ينطلق منها إبداع منظمي مؤتمرات الشباب.. نطلق هذا التحريض لمن يحضرون اللقاء، عسى أن يحمل بين طياته إضافة تنسجم مع رحابة صدر الرئيس وسعادته بالتحدث مع الشباب وإليهم، فلا تكتفي عزيزي الشاب أو العالم الذي يحضر اللقاء بطرح السؤال، انتهز الفرصة وقدم ما لديك من اقتراحات، عسى أن يكون اقتراحك يحمل دواء لداء، واعلم أن الرئيس ينتهز هو الآخر الفرصة للاستماع إليك، وطالما انتظر هذا اللقاء ليس فقط للتحدث بشفافية..

لكن أيضًا للإنصات إليك، لا تستمع لما يشيعه المغرضون، فرَحابة صدر السيسي لن يشوهها مغرض يسعى للنيل من مصر، ولا حتى مذيع زعم أنه أكثر وطنية منك، فنصب نفسه زعيمًا سياسيًا وراح يكيل لك الاتهامات لأنك شكوت من ضيق اليد، اعلم أن هذه النماذج لا تمثل الرئيس، فضِيقه منها سبق ضيقك، وضيق يدك يعلمه السيسي ويعيشه معك، فتلك حفنة من المزايدين، أساءوا للرئيس مثلما أساءوا إليك.

اسأل الرئيس واقترح عليه، وتذكر أنه في المؤتمر السابق طالب من يمتلك حلًا لمشكلة أن يذهب إليه ويطرح ما لديه، ولا تركن لشائعة أو كلام لمزايد، ولا تكن كالأحزاب التي انعكست سلبياتها على الحياة السياسية عندما عقمت عن المشاركة بحل لقضية واحدة.

اسأل الرئيس، واقترح، وعارض، ولا تستسلم لشائعة أن السيسي لا يستمع لمن يعارضه، فالرجل في حاجة لمعارضة حقيقية لا مأجورة، تسهم في البناء وتكتمل بها المنظومة السياسية، والدليل على ذلك رجاءاته المتكررة للأحزاب السياسية أن تندمج حتى تقوى، ولو كان الرجل راغبًا في غياب المعارضة أو تقزيمها لما كانت رجاءاته.
basher_hassan@hotmail.com
الجريدة الرسمية