رئيس التحرير
عصام كامل

نورا عبد العظيم تكتب: شخصيات أثرت في التاريخ

فيتو

احتل الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان مكانة مرموقة في صفحات التاريخ الإسلامي فهو يعد من أبرز خلفاء الدولة الأموية فاسمه: أبو الوليد عبد الملك بن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية ولد بالمدينة المنورة عام 26هـ/ 646م وتفقه في علوم الدين فاشتهر بالعلم والفقه والعبادة قبل أن يتولى الخلافة ولي الخلافة عقب موت والده مروان بن الحكم في عام 65هـ/684م.


وعندما تسلم الخلافة كانت الفتن والاضطرابات والانقسامات تعصف بها ولكنه استطاع بمساعدة أعوانه القضاء على تلك الاضطرابات وأعاد الاستقرار إلى البلاد الإسلامية إلا أن تلك الصراعات لم تثنيه عن القيام بالعديد من الإنجازات لعل من أهمها:

تعريب الدواوين:
فقد كان جُل هدفه هو تعريب الدواوين من أجل صبغ الإدارة المالية للدولة الإسلامية بالصبغة العربية الإسلامية، مع تمكين المسلمين من الإشراف على الإدارة المالية إشرافًا تامًا. ذلك أنه منذ بداية الدولة الإسلامية وإلى بداية عهده كان الإشراف على الدواوين منوط به أصحاب البلاد الأصليين الذين يكتبون بلغتهم.

وقد اضطر المسلمون إلى إبقاء كتاب الدواوين في وظائفهم بعد أن فُتحت البلاد الجديدة لانشغالهم بالفتوحات الإسلامية.لذا رصد عبد الملك أموالًا طائلة وجوائز عظيمة لمن يقوموا بترجمة الدواوين ونقل مصطلحاتها إلى العربية في إطار صبغ الدولة بالصبغة العربية الإسلامية. وقد كان لتعريب الدواوين أثر مزدوج من الناحيتين السياسية والأدبية على الدولة الإسلامية: فمن الناحية السياسية صبغت الدولة الإسلامية بالصبغة العربية وأصبحت اللغة العربية هي لغة الكتابة الرسمية للدواوين.

وهذا ما ساعد في تقلص نفوذ أهل الذمة والمسلمين من غير العرب بعد أن انتقلت مناصب هؤلاء إلى المسلمين العرب، كما أصبح بإمكان الخليفة الاطلاع على الدواوين والإشراف عليها.

أما من الناحية الأدبية فأصبحت اللغة العربية لغة التدوين، فنُقل إليها كثير من الاصطلاحات الفارسية والرومية، وبدأت تظهر طبقة من الكتّاب المسلمين منذ ذلك الوقت كما أدى تعريب الدواوين لظهور حركة الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية حيث كانت حركة تعريب الدواوين أول عملية ترجمة منظمة أدت إلى نقل الكثير من المصطلحات الأجنبية وترجمت من خلالها العديد من العلوم من اليونانية إلى العربية.

كما أدت حركة التعريب إلى تعريب النقود حيث ظلت النقود المستعملة منذ عصر صدر الإسلام وإلى بداية العصر الأموي هي النقود البيزنطية متمثلة في الدينار وهو من الذهب والفلس وهو من النحاس كذلك ظلت الدراهم الساسانية متداولة وهي من الفضة لذا فكر عبد الملك في إصدار دينارٍ عربي ٍ محررًا من الصور البيزنطية يحمل كتابات عربية بالخط الكوفي لذا أصدر في عام 77هـ/ 696م دينارًا إسلاميًا يظهر فيه الخليفة عبدا لملك واضعًا يده على سيفه، وكتبت عبارة لا إله إلا الله وحده لا شريك له على الوجه، سورة الإخلاص على الظهر ومدينة السك دمشق وتاريخ السك وقد أخذ هذا الدينار بالانتشار التدريجي، وأصبح العملة الذهبية الوحيدة في العالم الإسلامي.
الجريدة الرسمية