أنور السادات يكتب: حسين الشافعي وأنا
في مجلة المصور عام 1953 كتب البكباشي محمد أنور السادات عن صداقاته داخل مجموعة الضباط الأحرار، فعن البكباشي حسين الشافعى كتب يقول:
"كنا ثلاثة أنا وزكريا محيى الدين وحسين الشافعى زملاء في الكلية الحربية، بدأت صلتى به بعد حادث طريف حدث ونحن طلبة في الكلية الحربية، كانوا قد حقنونا ضد التيفود، وفى الصبح قمت وأنا أكاد أموت شوقا إلى فنجان من الشاى، ولم أجد وسيلة أشرب بها الشاى إلا عن طريق ترزى الكلية، فقد كان الشاى ممنوعا علينا نحن الطلبة منعا باتا".
اختبأت وراء منضدة الخياطة وأحضر لى الترزى فنجان شاى وجلست اشرب الشاى وأنا في غاية السعادة.
انتهيت من الشاى وانتصبت واقفا وإذا بى أرى أمامى حسين الشافعى، ظللت أخشاه شهرا خوفا من أن يشى بى، ولكن كأنما تفاهمنا منذ تلك اللحظة، فقد تستر على مخالفتى وأصبحنا صديقين وأصبح ذلك الحادث فكاهتنا ومصدر نكتنا.
اختلف طريقنا في الحياة بعد ذلك ولكننى كنت أعرف أن حسين الشافعى في تشكيلاتنا السرية وأنه أحد الأركان المهمة التي يعتمد عليها.
العجيب في الموضوع أن حسين الشافعى ليلة حركة الضباط الأحرار قام وزملاؤه الضباط الأحرار من سلاح الفرسان بإخراج السلاح كله في حين أننا لم نطمع في أكثر من النصف، وقد تم ذلك تحت أنوف ضباط السلاح الكبار".
جاء هذا المقال ضمن سلسلة مقالات نشرها البكباشى أنور السادات بالمجلة في الذكرى الأولى لثورة 23 يوليو تحت عنوان (هؤلاء زملائى).
