رئيس التحرير
عصام كامل

غادة مرعي تكتب: «في رثاء أمي»

غادة مرعي
غادة مرعي

ماذا تفعل إن استيقظت يومًا على فاجعة كبرى تخص أقرب الناس لقلبك؟!

أمى نبع الحنان التي كنت ألجأ إليها كلما ضاقت عليا الدنيا، أجد في صدرها رحابة منقطعة النظير بين ليلة وضحاها، شعرت أمى بألم بسيط في قدميها وعلى الفور ذهبنا بها إلى الطبيب فأخبرنا الأول "أنها بخير والتعب مجرد برد في العظام" وظلت أمى تتناول الأدوية ولكنها لم تتعاف.


ثم مرت الأيام وما زالت أمى مريضة وقد وصل التعب إلى الرئة فرأى الطبيب الثانى "أنها ليس بها شيء" ومع تناول الأدوية ستشفى ومع تتابع الأيام اضطرت حالة أمى للحجز، كان تعبها يؤلمنى وحزنها يكسرنى وخوفها يرهقنى وبين الأطباء تسارعت خطانا حينما علمنا بإصابة إمى بذلك المرض اللعين وتسارعت نبضات قلوبنا وشعرت بالفزعة وكنت أتمنى الموت لنفسي تلك اللحظة.

لا أريد أن تفارقنى أريد أن تبقي معى، أريد أن ترانى وأنا أحقق حلمها، أريد أن ترى أولادى وتعلمهم كما علمتنى، ولكنى كنت أرى بعينيها شجنا يحكى قصة وداع.." متسبنيش "ماما أنا مستحيل أسيبك،" احضنينى"، لم أكن أعلم أنها آخر مرة ستضمينى، لم أكن أعلم أنها آخر نظرة ليا بعيونك للحياة، لم أكن أعلم أنها النهاية الأبدية التعيسة.. نهاية سعادتى الحقيقية.

لعنة الله على هذا المرض الذي لا يرحم.

لعنة الله على هذا الألم الذي اعتصر جسد أمى وجعلنا بلا حضن نلجأ إليه وقت الحاجة.
Advertisements
الجريدة الرسمية