رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكراها الـ 66.. شقيق «عبدالناصر» يروي أسرار الساعات الأولى بثورة 23 يوليو 1952.. يكشف سبب تقديم ميعادها.. سر اختيار محمد نجيب زعيما لتنظيم الضباط الأحرار.. وقصة الـ30 جنيها للدفاع عن رئيس

فيتو

تحتفل مصر وشعبها هذه الأيام بالذكرة الـ 66 لثورة 23 يوليو 1952، والتي نظمها الضباط الأحرار بزعامة اللواء محمد نجيب، وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر، والتي قامت عقب الهزيمة في حرب 1948، وذلك للقضاء على الفساد في عهد الملكية وإعلان النظام الجمهوري للحكم في البلاد، وكان الرئيس الراحل محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية.


إعلان الجمهورية
وأجبر تنظيم الضباط الأحرار الملك فاروق على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952، وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش وكانت إدارة الأمور في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطا برئاسة محمد نجيب كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الأحرار ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.

ميعاد الثورة
كشف الدكتور عادل عبد الناصر شقيق الزعيم جمال عبد الناصر أن الاتفاق بين مجلس قيادة الثورة على اندلاع الثورة عام 55 إلا أن تسارع الاحداث وانتشار الفساد والرشوة عجل بقيامها خاصة بعد أن وصلت أخبار الضباط الأحرار للملك وكان يريد اعتقالهم.


اجتماع القيادة العامة
وأضاف عبد الناصر لـ"فيتو" أن أحد الضباط المسئولين بالقيادة سمع من أخيه الأصغر بأن هناك ثورة سوف تحدث خلال ساعات فتم عقد اجتماع بالقيادة العامة وتقرر اعتقال كل هؤلاء الضباط الساعة 12 صباحًا من نفس يوم قيام الثورة، ولكن سرعة البكباشي "يوسف صديق منصور" الذي تحرك قبل الميعاد المحدد بساعة وتحرك بمقدمة كتيبة 13 مشاة وقابل جمال عبد الناصر في أرض المطار حاليا وطلب منه احتلال القيادة العامة ودخلوا على حسين فريد رئيس الأركان واستسلم.

السيطرة على القاهرة
وتابع: بعد الساعة 12 بدأ توافد القوات والوحدات إلى كل مداخل ومخارج القاهرة وتمت السيطرة عليها، وفي تمام الساعة 4 صباحا من يوم 24 يوليو، تم إرسال سيارة مصفحة لإحضار اللواء محمد نجيب باعتباره الأكبر سنًا ليتولى منصب الرئيس بعد إعلان الجمهورية، وإلغاء الملكية، وبعدها تم اقتحام الإذاعة من قبل مجدي حسانين وجمال حماد وأنور السادات، وألقى الأخير بيان الثورة الذي كان سريعا وتم إعادته.

الدفاع عن عبد الناصر
وأكد أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان في منزله بالعباسية يوم 22 يوليو ليلًا قبل الثورة بساعات وفي ضيافته شقيقيه الليثي وشوقي لأنها كانت سكن لكل الضباط، وكان شارد الذهن فعندما ألح عليه شقيقيه قال لهما: "لو الدبابات خرجت في الصباح منورة تبقى الثورة نجحت"، ومنحهما 30 جنيها لتوكيل محامي للدفاع عنه لو فشلت الثورة.

نص بيان الثورة
وعقب سيطرة الزعيم الراحل محمد أنور السادات على الإذاعة، ألقى بيان الثورة والذي قال فيه:

«من اللواء أركان الحرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري.. اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين.

وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها.

وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب، أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب.

وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجردًا من أية غاية وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاونًا مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسئولًا عنهم والله ولي التوفيق».
الجريدة الرسمية