رئيس التحرير
عصام كامل

قصة أقدم لاعب «عصا» في صعيد مصر (فيديو وصور)

فيتو

يرتدي جلبابًا صعيديًا وطاقية رجل، هو في آواخر الستينيات من العمر، يقف ممسكا بعصا، ويرفض أن يقترب منها، إحدى عيناه تبحث عن الخصم الجديد التي يقف أمامه في ساحة المبارزة؛ ليثبت للجميع أن قانون اللعبة لا يحكمها السن الصغير، وإنما شباب القلب.


"فيتو" التقت بالعم زراعي مصري محمود؛ ليروي تفاصيل مشواره مع لعبة التحطيب، والجوائز التي حصدها من دولة السودان وغيرها، في فنون اللعبة وأسرار استمراره في اللعبة بداية من الجريد الأخضر وحتى هذه الشومة.

"لعبت العصا بجريد النخل"، بتلك الكلمات بدأ العم زراعي مصري محمود، حديثه، قائلًا: "اتعلمت اللعبة عام 1967، في وقت كانت تمارس فيه اللعبة بجريد النخيل الأخضر، وكان التفكير السائد في هذا الوقت هو أنها لعبة للرجال فقط، ولا يستطيع ممارستها أحد غيرهم، وسافرت إلى جميع محافظات الجمهورية وحتى خارجها لممارسة تلك اللعبة التي يشاهدها الكثيرون بشغف كبير".

وأضاف العم زراعي: حصلت على جائزة من السفير السوداني لتميزي في تلك اللعبة، وأخرى من وزارة الثقافة، وكنت دائم الحرص على تنمية هذه اللعبة، من خلال الممارسة الدائمة لها.

وهنا في مدينتي لا يفوتني عرس أو مناسبة إلا وأشارك فيها، وأتفنن في استعراض موهبتي أمام أعين الجمهور المولع بتلك اللعبة المشهورة في صعيد مصر، مشيرًا إلى أن شكل العصا اختلف كثيرًا عن السابق، ففي البداية كنا نلعب بالجريد، أما الآن فيوجد الشوم.

وعن طقوس ممارسة اللعبة قال: إنه لابد من قراءة الفاتحة في البداية، ولابد أن يكون الشخص متوضئا، فالعصا شيء مقدس، كما كانت عند نبي الله موسى وسليمان، لافتًا إلى أنه ليس كل شخص يمسك العصا محترفا؛ لذا أقف بثبات أرمق بعيني حركة الشخص الذي أمامي، حتى أستطيع معرفة مدى احترافه للعبة، وبعدها أبدأ في الانقضاض عليه، حتى أسقط العصا من يده.

وأكد أقدم لاعب "عصا" أن هناك بعض الأشخاص الذين يصابون أثناء اللعب، وهناك آخرون ربما يفقدون حياتهم، ولكن لم يحدث معي هذا الأمر، ولكن أصيب كثيرون أمامي، وأصبت في زراعى نتيجة لعبة خطأ ذات مرة، وظللت بالجبس لفترة.

ونوه زراعي إلى أن الشخص الذي يسقط في لعبة العصا قتيلًا، ليس له دية، ويتم رفعه، ويدخل آخر للمبارزة مكانه، وقانونًا لا يحاسب لأنها لعبة، ووارد أن يحدث هذا الأمر، ولذا من يدخل لابد أن يكون على معرفة بقوانين اللعبة.

وفي ختام حديثه قال عم زراعي أنه يوجد لديه شئ مختلف عن الآخرين في تلك اللعبة، وهي الرقص بالعصا، الذي ما يزال بالرغم من كبر السن يمارسه حتى اليوم، منوهًا إلى أن الرقص بالعصا فن من الفنون الراقية جدًا ولا يجيده الكثير.
الجريدة الرسمية