رئيس التحرير
عصام كامل

«لينا المنغم» ورفاقها.. ووزيرا الشباب والبحث العلمي


في الوقت الذي خرج فيه منتخب مصر لكرة القدم من بطولة كأس العالم يجر أذيال الخيبة بعد أن أنفقت عليه ملايين الجنيهات، كان هناك فريق مصري آخر يحرز المركز الرابع في كأس العالم للروبوت، وقبل أن نخوض في تفاصيل ذلك الفوز سأعطيك نبذة عن تلك المسابقة العالمية التي تعد الأكبر والأهم لمنافسات صناعة الروبوت حول العالم.


المسابقة عبارة عن تنافس حول تصميم وتنفيذ بعض فئات الروبوت منها روبوتات تلعب كرة القدم، ومحاكاة البحث والإنقاذ ويسهم ذلك الروبوت في تحديد الأماكن التي يكون فيها الإنسان عالقا في حالة حدوث كوارث مثل انهيار المنازل وغيرها، وروبوتات المنزل، والصناعة، وتنظم المسابقة كل عام في دولة مختلفة، وأقيمت نسختها الأولى في 1997 ونسختها الأخيرة التي نحن بصدد الحديث عنها الشهر الماضي من العام الحالي بمدينة "مونتريال" بكندا.

الحقيقة أني لم أكن أعلم أن لنا فرقا تنافس في تلك المسابقة حتى أتاحت لي الظروف التعرف على إحداها العام الماضي، حين أقيمت المسابقة في اليابان تعرفت على قائدة الفريق وهي طالبة بالصف الأول الثانوي تدعى "لينا المنغم" سألتها عن الجهة التي ترعاهم فأقسمت لي أنها ورفاقها يمولون مشروعهم بتمويل ذاتي حتى تذاكر السفر والإقامة لا أحد يسهم فيها.

أصابتني الصدمة فكيف لنا أن نتحدث عن المستقبل ونحن نوئده في مكانه؟

لم يحقق الفريق أي مركز في تلك المسابقة لكنهم نالوا الشكر من اللجنة المنظمة على مجهودهم، بعد عودتهم حاولت أن أُساعدهم من خلال توفير لقاء تليفزيوني يعرضون فيه تجربتهم ويناشدون المسئولين تبني أفكارهم التي بالطبع ستجعل مستقبلنا أفضل وقد حدث بالفعل لكن لا حياة لمن تنادي.

شكروني مودعين وواعدين بالحصول على مركز متقدم العام المقبل.. دعوت لهم متمنيا أن يوفقهم الله ويسدد خطاهم ودعوت لمسئولينا أن يلهمهم الصواب في عقولهم.

عادت لينا ورفاقها من كندا حاملين المركز الرابع على مستوى العالم وسط تنافس بين أكثر من سبعون دولة متفوقين بذلك المركز على طلبة من كليات الهندسة حول العالم تفوقوا عليهم وهم ما زالوا في مراحل دراسية وعمرية صغيرة فقد علمت أن من بينهم طالبة عمرها أثني عشر عام.

تفوقوا عليهم وهم ما زالوا يبتكرون ويبدعون بتمويل ذاتي فما بالنا إن دعمتهم الدولة.

المشكلة الحقيقية أن هناك طلبة آخرين لديهم نفس القدرات العقلية وربما أكثر لكن ليس لديهم القدرات المادية التي استطاع أولياء أمور هؤلاء توفيرها لهم، الذي أشك أنهم يستطيعون توفيرها على المدى البعيد فيسقط هؤلاء في بئر الأحباط ومن ثم يسقط المستقبل.

السؤال الآن لوزير الشباب والرياضة ووزير البحث العلمي: هل سمعتما عن (لينا المنغم) ورفاقها؟
ahmed.mkan@yahoo.com
الجريدة الرسمية