رئيس التحرير
عصام كامل

وزير خارجية جيبوتي يصف رئيس وزراء إثيوبيا بـ «المتسرع الطائش»

وزير الخارجية الجيبوتي،
وزير الخارجية الجيبوتي، محمود على يوسف

تصاعدت الأزمة بين جيبوتى ودولة الإمارات، وشن وزير الخارجية الجيبوتي، محمود على يوسف، هجوما حادا على سياسات الإمارات وولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» في منطقة القرن الأفريقي.


جاء ذلك في مذكرة وجهها الوزير الجيبوتي إلى سفراء بلاده بالخارج، وهاجم خلالها أيضا سياسات رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد، آبي أحمد على؛ حيث وصفه بـ«المتسرع الطائش» على خلفية تقارب الأخير مع إريتريا.

وتشهد العلاقات بين جيبوتي وإريتريا، حاليا، قطيعة تامة؛ حيث تتهم الأولى الثانية باحتلال منطقة «دوميرا» الإستراتيجية، إضافة إلى إيواء ودعم المعارضة الجيبوتية المسلحة.

وتفجر الوضع بين البلدين لأول مرة عام 1996، بسبب النزاع الحدودي على منطقة «دوميرا»، لكنه تأزم منذ عام 2008، وتطور إلى مواجهات عسكرية بين قوات البلدين أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وأسرى من الطرفين.

وقالت «نشرة أخبار المحيط الهندي» إنها حصلت على نسخة من مذكرة «يوسف» إلى سفراء بلاده في الخارج، لافتة إلى أنها تضمنت «تصريحات غابت عنها الدبلوماسية؛ ما يعكس قلق السلطات الجيبوتية من التقارب الحالي بين أديس أبابا وأسمرا».

ويصف الوزير الجيبوتي في المذكرة «آبي أحمد» بـ«المتسرع الطائش»، خاصة أنه يستغل وضع بلاده كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لضمان رفع العقوبات عن إريتريا دون التفكير في التداعيات السلبية لتلك الخطوة على جيبوتي.

وكانت العلاقات توترت بين جيبوتي والإمارات في الفترة الأخيرة إثر خلاف على عقد لتشيغيل محطة حاويات.

وأعلنت جيبوتي، في 22 فبراير، إلغاء عقد الامتياز الممنوح لشركة «موانئ دبي العالمية» الإماراتية، لتشغيل محطة «دورالي» للحاويات لمدة 50 عاما، موضحة أن سبب القرار هو «حماية السيادة الوطنية والاستقـلال الاقتصادي للبلاد».

ووصفت «موانئ دبي العالمية» الخطوة بأنها «استيلاء غير قانوني على المحطة»، وقالت إنها ستبدأ إجراءات التحكيم الدولي، خصوصًا وأنها بُرئت أخيرًا من جميع التهم، المتعلقة بسوء السلوك في شأن امتياز إدارة الميناء.

وفي مذكرته لسفراء بلاده أيضا، ينتهز «يوسف» الفرصة لانتقاد «جبهة استعادة الوحدة والديمقراطية» الجيبوتية المتمردة (FRUD)، التي تستضيفها وتدعمها إريتريا، لافتا إلى أن الأخيرة ستشهد قريبا حركة تجارية إثيوبية عبر ميناء عصب بدلا من ميناء جيبوتي؛ لذلك يوصي سفرائه بـ«الإعراب للجانب الإثيوبي بشكل واضح لا لبس فيه عن استياء بلاده».

وفي نهاية المذكرة، يدلى الوزير الجيبوتي بتصريحات تحمل تهديدا مبطنا لإثيوبيا؛ حيث يقول إن هذا البلد لم يترك بعد أوقاته المضطربة، ولا يمكن التقليل من خطر الانفجار الداخلي.
الجريدة الرسمية