مليونير يحجز على مستشفى الخانكة عام 1950
في مجلة المصور عام 1954 كتب الدكتور محمد كامل الخولي مدير مصلحة الصحة العقلية، مذكراته مع المرضى في سلسلة مقالات قال في أحدها:
"كان أقدم نزلاء مستشفى الأمراض العقلية عام 1950 رجلا من أصل سورى اسمه عم بشارة، كان يعيش في مديرية الغربية واسع الثروة إلا أنه مضى على حجزه بالمستشفى 43 عاما، كان مريضا عقليا سيطر عليه الوهم منذ دخوله المستشفى بأنه المالك الشرعى لمستشفى المجاذيب، وبناء عليه عينه زملاؤه مديرا عاما للمستشفى مدى الحياة".
وتابع:"كان يتصور أنه جاء للحجز على المستشفى واستلام إيراداتها لكن الجنود منعود وأودعوه المستشفى مدعين جنونه، ومضى المريض في تصوراته فاعتقد أن وزارة الصحة ساومته على حقوقه ودفعت له عدة ملايين من الجنيهات قيمة الإيجار المتأخر لمستشفى العباسية وقيمة التعويض من عدم تسلمه منصبه وأنه اشترى بهذا المال مستشفى الخانكة الذي أنشئ عام 1912، واشترك بجانب ذلك في حق السيادة العثمانية على مصر ثم اشترى الحماية البريطانية عام 1914 وبذلك أصبح اسمه المندوب السامى البريطانى والقائد الأعلى لقوات الاحتلال في وادى النيل".
وأضاف "الخولي": "هذا المليونير المريض كان أخف المرضى ظلا فصيح العبارة طليق اللسان، رائق النكتة، قارئا نهما للصحف.
كان إذا صادف طبيبا يكشف عليه يقول له شكلك حالتك المالية تعبانة خالص يا دكتور خذ شيك أهوه بنص مليون جنيه فك أزمتك، ويحضر ورقة يكتب عليها حروفا غير مفهومة، فيعود إليه الطبيب ضاحكا ويقول له وجدت الشيك بدون رصيد فيقسم له عم بشارة أن الحكومة تحاربه وأنه سيقاضيها لأنها تظهره أمام الناس على أنه مفلس".
