قصة أقدم صاحب ستوديو تصوير «أبيض وأسود» في قنا (فيديو وصور)

في إحدى الحارات الضيقة الصغيرة، أمام إحدى الكنائس الإنجيلية، بشارع الأطباء وسط مدينة قنا، توجد فاترينة مليئة بالصور وجميعها باللون الأبيض والأسود، يقف المارة لمشاهدتها محاولين الاستفسار عن طبيعة هذا المكان الذي يحمل بداخله كل هذا الكم من الصور العتيقة.

اقتربت "فيتو" من المكان وإذا برجل في السبعين من العمر يجلس على كرسي، ويرتدي جلبابا أبيض ونظارة، ويُطلبنا بالدخول ومشاهدة جميع الصور، ومن هنا بدأت الحكاية.. حكاية عم بهاء محمد حسن كرام، صاحب أول ستوديو تصوير أبيض وأسود والرتوش والتلوين منذ عام 1954 بمحافظة قنا، صاحب أول ستوديو متحرك على دراجة نارية لتصوير طلاب وطالبات المدارس.

خدمة الطلاب
في البداية قال عم "بهاء"، إنه منذ أن كان طالبا بكلية الزراعة استهوته قصة التصوير، وقُبيل التخرج حصل على شهادة الشارة الخشبية الدولية لقادة الكشافة، وفور تخرجه عمل مدرسا بالتعليم الزراعي بقنا وإدفو لمدة 6 سنوات ثم 5 سنوات بالتعليم العام في السعودية عام 1970، وعاد إلى مصر ليكمل مشوار هوايته المفضلة ويسعى إلى إتقان فنونها.

وأضاف أنه تعلم فنون هذه الصنعة من خاله الذي يمتلك محل تصوير بالشارع نفسه، واشترى أول موتوسيكل لتصوير الطلاب والطالبات بالمدارس، مشيرا إلى أنه يهوى التصوير بالأبيض والأسود ويجمع الصور ويضعها في فاترينة للعرض، فضلًا عن قيامه بالتوثيق لجميع رحلاته، ومنها مثلًا رحلته بالسيارة الفولفو من الرياض إلى مصر عبر سيناء ومنها إلى قنا والعودة مرة أخرى بالطريق نفسه، ورحلته حول الجمهورية لمدة 37 يوما مع أحد زملائه.

أول ستوديو
العم "بهاء" قال إنه كان يمتلك أول أدوات للتصوير الألوان واشتغل بهذه الأمر وكان يخشى عدم تقبل الصعيد لتلك الفكرة، لكن جاءت الأقدار مختلفة تمامًا، قائلًا "الواحد كان يضحك عندما يشاهد صورته بالألوان ويفرح"، الأمر الذي جعلني أطور الاستوديو مع أي تغير حتى وصلنا إلى نظام الكمبيوتر، وحولت جزءًا من الاستوديو إلى مركز كمبيوتر وكنت في ذلك الوقت بالسعودية أيضًا وعملت مدير مركز أبحاث لهذه العلوم لمدة 5 سنوات أيضًا.

وتابع: أعددت 60 مرجعا عربيا للتثقيف بعلوم الكمبيوتر للعرب منها 12 في فنون تقييم المدربين، وعملت محاضر بكلية التربية النوعية بقنا لمدة سنتين ودون حصولي على دكتوراه وكنت مبرمجا لبرامج التثقيف على الكمبيوتر بقنا والأقصر وجرجا وكرمني المحافظ الأسبق اللواء عادل لبيب.

وأخيرًا عم بهاء يطالب جامعة جنوب الوادي بمنحة الدكتوراه الفخرية، وقدم أوراقه بالفعل متمنيا تحقيق هدفه.